أكّدت مصادر رسمية من وزارة الفلاحة أن الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت عددا من ولايات الشمال الغربي وبالتحديد جندوبة وباجة وسليانة والكاف وبدرجة أقل ولاية منوبة، خلّفت أضرارا فلاحية هامة وكبيرة خاصة في …
الفيضانات تقضي على 14 ألف هكتار من الحبوب والأعلاف والأشجار المثمرة والخضر |
أكّدت مصادر رسمية من وزارة الفلاحة أن الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت عددا من ولايات الشمال الغربي وبالتحديد جندوبة وباجة وسليانة والكاف وبدرجة أقل ولاية منوبة، خلّفت أضرارا فلاحية هامة وكبيرة خاصة في المناطق التي يعبر منها وادي مجردة وبالتدقيق المناطق المتواجدة في المنخفضات من ذلك معتمدية بوسالم ومجاز الباب ماطر والجديدة ومنطقة الحنّة من ولاية منوبة. وحسب تصريحات وزير الفلاحة نفسه تضررت نحو 14.200 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية جراء الفيضانات.
وتفيد بعض المصادر الرسمية أن المعاينة الأولية التي قامت بها المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية بالجهات المذكورة في انتظار تعميق النظر والتحول على عين المكان لتقيم حجم الأضرار عندما ينخفض مستوى المياه والأوحال، كشفت هذه المعاينة عن تأكد من حصول أضرار لحقت الزراعات الكبرى و الخضروات والأشجار المثمرة وبدرجة أقل قطاع تربية المحل جراء موجة البرد التي اجتاحت مناطق الشمال الغربي في الأسبوعين الفارطين في حين لم يقع تسجيل خسائر فادحة في الماشية.
وبالنسبة إلى الزراعات الكبرى فإن الفيضانات الأخيرة سيكون لها انعكاس مباشر على قطاع الحبوب والأعلاف ويقول الفنيون والمختصّون في هذا المجال أن ركود المياه لفترة ما بين 10 و15 يوما في المساحات المزروعة قد يؤدي إلى ظاهرة "التغدّق" أو اختناق النبتة مشيرين إلى أن الوضع قد يتعقد أكثر في صورة أن تركيبة الأراضي الفلاحية التي اجتاحتها المياه طينية التركيبة وهو ما من شأنه أن يجعل المياه تركد.
كنا لاحظ الفنيون أن الخطر المحتمل في الزراعات الكبرى قد يشمل المزروعات التي هي في المرحلة الأولى من الإنبات وأوضحوا بالمقابل أنه في حالة تحسن العوامل المناخية وتوقف سيلان المياه فإنّ المسائل العاجلة تتمثل في إعطاء كميات كبيرة من مادة "الأمونيطر" لإنقاذ ما يمكن إنقاذه غير أنهم أثاروا إشكالية أخرى تتمثل في عدم إيصال هذه المادة في التوقيت المناسب والظروف الملائمة.
وتجدر الملاحظة أن المساحات التي تمت زراعتها في الموسم الفلاحي الجديد من الزراعات الكبرى في ولايات الشمال الغربي تقدر بنحو 600 ألف هكتار ويؤكد هؤلاء الفنيون على أن المساحات المتضررة جراء الفيضانات متواجدة أساسا في مناطق حوض وادي مجردة.
وبخصوص الأشجار المثمرة، بيّنت ذات المصادر أنه على عكس ما راج من أخبار مفادها أن موجة الثلوج قد أضرّت بالأشجار المثمرة فإن الأمر الثابت أن الثلج يساعد كثيرا على النمو وأن الضرر المحتمل والمنتظر يتصل بظهور زهور الأشجار المثمرة (النوّارة) غير أنه في الوقت الحاضر لم تظهر هذه الزهور.
وبالمقابل كانت للفيضانات الأخيرة انعكاسات سلبية خاصة على الأشجار الفتية والتي لم يصل طولها المتر الواحد وتعلقت الأضرار بالتفاح والأجاص والخوخ خاصة في حوض وادي مجردة على مستوى معتمديات طبربة ومجاز الباب وحسب التوقعات فإن المساحات المتضررة في حدود 2000 هكتار وهي مساحة ليست بالهامة بالمقارنة مع المساحات على المستوى الوطني.
وفي ما يتعلق بقطاع الخضروات فإن سيلان المياه أتى على مساحات متفاوتة من البطاطا (500 هكتار) و"القنارية" (ألف هكتار) والبصل (500 هكتار)، وانعكست هذه الوضعية على مستوى نسق التزويد بهذه المواد في سوق الجملة ببئر القصعة فقد تراجع مستوى التزويد ما بين 10 و15% وأن الوضعية مرشحة للارتفاع وهو ما قد يؤثر مجددا على مستوى السعار جراء النقص الحاصل في التزويد.
ومن جهة أفادت هذه المصادر أن موجة البرد الأخيرة والتي اتسمت بنزول كميات قياسية من الثلوج كان لها تأثير سلبي على قطاع تربية النحل من منطلق أن أعدادا هامة من النحل ماتت جراء البرد والجوع باعتبارها أنها لم تخرج إلى الحقول، وتوقع أن يعرف الإنتاج الوطني من مادة العسل تراجعا وبالتالي تسجيل ارتفاع نسبي في سعره.
|
مهدي الزغلامي |