أنباء متضاربة عن إقالة مدرب الترجي “ديكاستال”

فشل الترجي التونسي السبت الماضي في إحراز لقب كأس السوبر الإفريقي والتتويج بالرباعية وذلك بعد هزيمته أمام المغرب الفاسي بركلات الترجيح (4 ـ 3) بعد نهاية المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل (1 ـ 1).

وظهرت كتيبة المدرب السويسري ميشال دي كاستال في أول امتحان جدي له منذ تعيينه على رأس الترجي في جانفي الفارط، بوجه هزيل ومردود محير كشف ضعفا تكتيكيا فادحا واعتمادا كليا على الدفاع من خلال التعويل على 3 لاعبي ارتكاز في مباراة كان من المفروض أن يبادر الترجي خلالها بالهجوم بما أنه أفضل من منافسه المغربي على عدة مستويات فضلا عن عاملي الأرض والجمهور، ولكنه ترك المساحات لمنافسه وقبل هدفا مبكرا وقدم واحدة من أسوأ مبارياته منذ مدة طويلة.

وهاجمت جماهير الترجي التونسي المدرب السويسري أثناء المباراة وبعدها، وهتف نحو 12 ألف مشجع في ملعب رادس بشعارات "ديقاج" في وجه دي كاستال وأكد الأحباء أن أسلوب لعب الترجي كان يفتقد  للبناء الهجومي ولم يكن جديرا بفريق توج برابطة الأبطال الإفريقية ويرنو إلى تتويج قاري جديد يدعم به خزائنه.

وتواصلت موجة الغضب على دي كاستال مساء الاثنين عند عودة الفريق إلى التمارين وطالبت جماهير الترجي التي لم تستسغ إلى الآن الهزيمة والمردود السيئ الذي ظهر به فريقها بإقالة المدرب السويسري الذي فشل حسب رأيها في وضع بصمته على أسلوب لعب الفريق وهمش أدوار بعض اللاعبين مثل خالد القربي وإيهاب المساكني وغيرهما.

ودافع المدرب السويسري عقب المباراة عن اختياراته التكتيكية وبرر الهزيمة بالقول إنه  كان  بالإمكان إنهاء المباراة في الربع ساعة الأولى من اللقاء لكن لاعبيه وخصوصا الكمروني يانيك نيانغ تفنّنوا في إهدار الفرص وفي المقابل كان التوفيق من جانب المغرب الفاسي الذي توج أولى هجماته بهدف .

وقال ديكاستال الذي بدا متوترا في المؤتمر الصحفي وهو يسمع صيحات الغضب من جماهير الأحمر والأصفر: "نجحنا في الضغط على المنافس في الشوط الثاني ولكن إقصاء مجدي التراوي بعثر أوراقنا ووجدنا أنفسنا أمام نقص عددي ولكن إصرار اللاعبين كان كبيرا على العودة في المباراة ونجحنا في التعديل قبل أن نخسر بركلات الترجيح التي لم ينصفنا الحظ فيها".

ولم تقنع هذه المبررات أحدا وحمل العديد من المحللين الفنيين في تونس ميشال دي كاستال مسؤولية الهزيمة وقال زبير بية اللاعب الدولي السابق والمحلل الفني في برنامج الأحد الرياضي  إن الترجي لعب فاقدا للأسلوب الهجومي وكان من الأجدى أن يلعب ديكاستال أوراقه الهجومية منذ الشوط الأول وإخراج نيانغ الذي كان خارج الموضوع تماما.

وبدأت بعض المصادر القريبة من موقع القرار داخل الترجي التونسي في الحديث عن اجتماع عاجل بين رئيس النادي حمدي المؤدب ونائبه رياض بالنور والمدرب ميشال دي كاستال لحسم مصير الفني السويسري وتحديد أسباب خسارة الترجي للسوبر الإفريقي وظهوره بمستوى محير في مباراة السبت الماضي .

وأشرف دي كاستال على الترجي في 3 مباريات في البطولة فاز في جميعها على حساب الترجي الجرجيسي (5-1) ثم النجم الخلادي والنادي الصفاقسي بنتيجة (1-0) ولكن الخسارة ضد المغرب الفاسي والمستوى الضعيف لزملاء معز بن شريفية كان سببا في إثارة موضوع إقالته من مهامه بعد شهر واحد على تعيينه.

ومن المنتظر أن تحدد هيئة الترجي مصير المدرب السويسري هذا الأسبوع وهناك فرضيتان مطروحتان لا ثالثة لهما إما إقالته من مهامه أو منحه فرصة أخيرة في مباراة النجم الساحلي في الجولة الثامنة للبطولة يوم الأربعاء 7 مارس القادم للبقاء في منصبه غير أن ما يمكن التأكيد عليه هو الغضب الكبير وعدم ارتياح المسؤولين للمستوى الحالي للفريق بعد 4 مقابلات تحت إشراف دي كاستال.

وتجدر الإشارة إلى أن المدربين رشيد الطاوسى وميشال دي كاستال التقيا في أربع مناسبات وكان الفوز في جميعها لمدرب المغرب الفاسي ، الذي هزم الفني السويسري 3 مرات مدربا للوداد البيضاوي المغربى، ومرة واحدة مدربا للترجي التونسي.

وتعاقد دي كاستال مع الترجي في جانفي الماضي لمدة عامين ونصف ليخلف نبيل معلول الذي قاد الأحمر والأصفر للتتويج بثلاثة ألقاب في موسم واحد وهي البطولة والكأس في تونس ورابطة الأبطال الإفريقية.