هل سعى حافظ حميد إلى حشر “ليتوال” في لعبة الصراعات السياسية بين النهضة واتحاد الشغل؟

أثار البيان الرسمي الذي أصدرته هيئة النجم الساحلي نهاية الأسبوع الماضي والمتعلق بنداء موجّه للأحباء يحثهم على تجنب الدخول في المسيرة الاحتجاجية للاتحاد العام التونسي للشغل بولاية سوسة ردود فعل عنيفة من قبل أنصار الفريق وعدد من لاعبيه القدامى والمسيرين السابقين الذين نددوا بالمنعرج الخطير الذي تسير فيه الهيئة المديرة من خلال الزج بالفريق في لعبة الصراعات السياسية والتحالفات الحزبية .

وأعرب عدد من أحباء فريق جوهرة الساحل عبر المواقع الالكترونية وصفحات المواقع الاجتماعية عن تنديدهم بالأسلوب الذي توخاه رئيس النادي حافظ حميد لجر الفريق نحو الدخول في صراعات سياسية لا طائل من ورائها وحشره في لعبة التحالفات والتحزب لهذه الجهات أو غيرها .

وقال عدد من أنصار النجم أن البيان الذي أصدره رئيس النادي حافظ حميد وحمل إمضاءه الشخصي إنما يمثله هو شخصيا ولا يمثل جمعية رياضية وهر من أهرام الرياضة في تونس منذ سنة 1925 ويشجعها مئات الآلاف من الأحباء من ذوي التوجهات والرؤى السياسية والفكرية المختلفة والذين تجمعهم ألوان "ليتوال" وأن المطالبة بعدم الدخول في مظاهرات احتجاجية ليس من مشمولات الهيئة المديرة للنجم التي ليست بأي حال من الأحوال مسؤولة عن توجهات الأحباء .

وفاجأ البيان الرسمي، الذي جاء قبل يوم من المظاهرة الحاشدة التي نظمها الفرع الجهوي للاتحاد العام التونسي للشغل يوم السبت الماضي للمطالبة بإسقاط الحكومة المؤقتة والدعوة لتحقيق مطالب سياسية واجتماعية وفكرية مختلفة، فاجأ الكثير من المتابعين للشأن الرياضي والشأن الوطني كونه سابقة لم تحصل في أي من الأندية الرياضية التي فضلت البقاء بمنأى عن التحالفات والصراعات السياسية ورفضت الدخول في لعبة السياسة وإظهار تحالفها مع النهضة بوصفها الحزب الحاكم أو مع المعارضة .

واعتبر عدد من المشجعين أن الزج بالنجم ومطالبة الأحباء بعدم المشاركة في مظاهرة مناهضة للحكومة المؤقتة يعتبر تدخلا لا مبرر له في توجهات الأحباء وشكلا من أشكال الوصاية طالما أن المظاهرة التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل لا علاقة لها بالرياضة وهي حركة احتجاجية للتعبير عن مطالب سياسية وفكرية واجتماعية لا تمس من قريب ولا من بعيد مصلحة "ليتوال ".

وذهب هؤلاء إلى مطالبة حافظ حميد بإصدار بيان شخصي باسمه فقط لا استغلال القاعدة الجماهيرية العريضة للفريق لخدمة تيار سياسي دون آخر مؤكدين على ضرورة نبذ العنف والحفاظ على الروح الرياضية ولكن دون الدخول في متاهات الخلط بين السياسة والرياضة .

وكان للنجم الساحلي نشر عبر موقعه الرسمي على شبكة الأنترنات بيانا أبرز ما جاء في نصه أن " رئيس النجم الرياضي الساحلي يدعو جميع أنصار النادي إلى اليقظة لحماية مصالح الفريق والحفاظ على إنجازات ناديهم والامتناع عن المشاركة في تجمعات أو مظاهرات من أي نوع كانت، وعدم الاستسلام للاستفزازات والاعتصامات واحترام اللعب النظيف والروح الرياضية في جميع المقابلات ومهما كانت النتائج ".

وإن النجم الرياضي الساحلي الذي كان على الدوام مدرسة ومثالا للروح الرياضية والسلوك الحضاري لا ينبغي أبدا أن يدخل في صراعات لا علاقة لها بتقاليده التربوية والرياضية ." (رئيس النجم الساحلي الرياضي حافظ حميد) .

 وشهدت علاقة حافظ حميد بعدد من الأحباء واللاعبين القدامى والمسيرين السابقين توترا غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة على خلفية التصريحات والانتقادات التي وجهها هؤلاء إلى المسؤول عن الفريق واتهامهم إياه بفشل سياسته ودخول النجم في أزمة تسيير ومشاكل وموجة استقالات تستوجب استقالة جماعية للهيئة الحالية والدعوة إلى جلسة عامة انتخابية خارقة للعادة لانتخاب مجلس إدارة جديد .

ومن جانبه اتهم حافظ حميد هذه الأطراف والتي من بينها عدد من الرؤساء السابقين بشن حملة مجانية عنيفة للإطاحة به وعرقلة مسيرة فريق جوهرة الساحل .

وتجدر الإشارة إلى أن حميد تولى رئاسة النجم الساحلي يوم 23 أوت 2011 بعد فوزه في الجلسة العامة الانتخابية على منافسه جلال كريفة وذلك خلفا للرئيس السابق حامد كمون .