مخاوف من اختفاء التاكسيات ليلا بسبب تفاقم البراكاجات

تتالت منذ أكثر من سنة حوادث الاعتداء على سواق سيارات الأجرة “تاكسي” من قبل المنحرفين، آخرها حادثة جندوبة الأسبوع الماضي والتي قُتل فيها أب لطفلين إثر تعرضه لطعنات سكين أدت إلى وفاته…



مخاوف من اختفاء التاكسيات ليلا بسبب تفاقم البراكاجات

 

تتالت منذ أكثر من سنة  حوادث الاعتداء على سواق سيارات الأجرة "تاكسي" من قبل المنحرفين، آخرها حادثة جندوبة الأسبوع الماضي والتي قُتل فيها أب لطفلين إثر تعرضه لطعنات سكين  أدت إلى وفاته.

 

وتطرح هذه الاعتداءات أسئلة ملحة لدى أهل المهنة حول السبل الكفيلة بحمايتهم من هذه الاعتداءات خاصة في ظل ما تشهده أحيانا بعض المناطق في الليل من فراغ أمني وفي ظل ما يصفونه بعدم الصرامة في معاقبة مرتكبي مثل هذه الجرائم.

 

ونفذ أصحاب التاكسيات بجندوبة إثر جريمة قتل زميلهم الأسبوع الماضي وقفة احتجاجية للمطالبة بحمايتهم من الاعتداءات. كما أصبح هذا المطلب شغلا شاغلا لكل العاملين بالقطاع حيث نفذ سواق آخرون بمناطق مختلفة وقفات احتجاجية مماثلة.

 

وعلى امتداد الأشهر الماضية، أطلق سواق التاكسيات أكثر من صيحة فزع حول ما يتعرضون له من اعتداءات من قبل منحرفين خاصة في الليل بلغت حد القتل أو التعنيف الشديد وافتكاك ما بحوزة السائق من أموال وأحيانا افتكاك السيارة.

 

ولم تستثن هذه الحوادث أية مدينة تونسية بما في ذلك المدن التي تشهد حركية في الليل مثل العاصمة وسوسة. كما شهدت مناطق داخلية أخرى مثل القصرين والمطوية وحيدرة وقابس وبني خيار حوادث مماثلة، وكانت حادثة جندوبة التي جدت منذ أسبوعين بمثابة الصدمة لكل العاملين في القطاع باعتبار أن الأمر بلغ حد القتل.

 

وخلال تصريحات للمصدر، صرح عدد من سواق التاكسي أنهم أصبحوا يتحاشون العمل الليلي ويفضلون العودة لمنازلهم في حدود الثامنة ليلا خوفا من التعرض للبراكاجات.

 

كما أصبح آخرون لا يتركون بحوزتهم (داخل السيارة) مداخيل العمل، فكل ما تجمع لدى أحدهم مبلغا ماليا يسارع بتأمينه في المنزل أو في مكان آخر.

 

وأمام هذا الوضع قلّ عدد التاكسيات ليلا في عدة مناطق وهو ما أصبح يتسبب في شل الحركة طوال الليل ويحرم كثيرين من هذه الخدمة خاصة أصحاب الحالات المستعجلة كالمرضى والعاملين ليلا.

 

فقد أصبح العثور على تاكسي في ساعة متأخرة من الليل مهمة شاقة، وحتى إن تسلح أحد السواق بالشجاعة وقبل العمل ليلا فإنه عادة ما يرفض التنقل لأحواز العاصمة وللأحياء الشعبية ولخارج مناطق العمران.

 

كما أن السائق الذي يُقدم على العمل ليلا لا يتوقف عادة لكل من يشير عليه بالوقوف بل يختار حرفاء معينين مثل النساء أو الشخص الذي يكون وحيدا دون مرافق باعتبار أن البراكاجات تتم عادة عن طريق شابين او ثلاثة.

 

ومن أهم مطالب سواق التاكسي في هذا المجال هو ضرورة تكثيف الحضور الأمني ليلا في عدة مناطق وأحياء حتى يتسنى لهم أداء واجبهم على أحسن وجه.

كما يطالبون أيضا بسن قانون خاص بتجريم حوادث الاعتداء على سواق التاكسي التي تستهدف أرواحهم وسلامتهم الجسدية أو أموالهم وسياراتهم مع التنصيص على مضاعفة العقاب في هذا القانون وعدم التسامح مع مرتكب الجريمة مهما كانت الأعذار وعدم الأخذ بأي ظرف تخفيف.

 

ويرى سواق التاكسي أنه في صورة اتخاذ مثل هذا القانون والتعريف به على نطاق واسع فان جرائم الاعتداء عليهم ستقل حتما.

 

ويذهب عدد آخر من السواق حد المطالبة بالترخيص لهم في استعمال وسائل حماية خاصة بهم وأن لا تقع مؤاخذتهم قانونيا عند الدفاع عن أنفسهم في عمليات البراكاج.

 

ومن المطالب أيضا النظر في إمكانية تجهيز السيارات بواق يفصل بين السائق والحريف (واقي بلوري سميك مثلا) لكن هذا قد يتطلب وقتا طويلا لتنفيذه، أو بتجهيز سيارات التاكسي بجهاز إنذار يستعمله السائق خفية عند التعرض لمكروه ويكون قادرا على تحديد مكانه بالضبط ومرتبطا لاسلكيا بمصالح الأمن بما يسمح لأقرب دورية أو أعوان مركز ليلي بالتدخل بسرعة لإنقاذه.

 

أما إذا تواصل الأمر على ما هو عليه الآن فإنه – على حد قول أحد سواق التاكسي –  قد يأتي يوم لن يجد فيه المواطن سيارة تاكسي واحدة تجوب الشوارع بعد الثامنة ليلا، وهذا ما يهدد بشل الحركة في الليل ويؤثر حتما على النشاط الاقتصادي في وقت تحتاج فيه بلادنا إلى العمل ليلا نهارا لتجاوز الفترة الصعبة التي يمر بها الاقتصاد.

 

وليد بالهادي 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.