لم يكن الكثير من أحباء النجم الساحلي ولا المقربين منه والمتابعين للشأن الرياضي في تونس ينتظرون أن تطالعهم الأنباء بخبر تعيين فوزي البنزرتي مدربا للنجم خلفا للنمساوي بيرنت كراوس الذي لم يمض على تسلمه المقاليد الفنية لفريق جوهرة الساحل بعد إقالة خالد بن ساسي …
فوزي البنزرتي في النجم الساحلي: قرص مهدّئ للأحباء أم “هدف” لحميد في شباك المعارضين؟ |
لم يكن الكثير من أحباء النجم الساحلي ولا المقربين منه والمتابعين للشأن الرياضي في تونس ينتظرون أن تطالعهم الأنباء بخبر تعيين فوزي البنزرتي مدربا للنجم خلفا للنمساوي بيرنت كراوس الذي لم يمض على تسلمه المقاليد الفنية لفريق جوهرة الساحل بعد إقالة خالد بن ساسي سوى بضعة أسابيع. الخبر كان مفاجئا جدا و"طريفا" بل شكل في البداية ما يشبه الشائعة خاصة أن إسم المدرب فوزي البنزرتي كثيرا ما تردد داخل أوساط أحباء النجم في فترات "الشدة" و"الرخاء" على حد السواء ولكن المسؤولين كانوا يبادرون بنفيه حتى أصبح الحديث عنه "نكتة" يتندر بها البعض، فضلا عن أن الفريق عاد بنتيجة "إيجابية" من رواندا في ذهاب الدور الأول من كأس رابطة الأبطال الإفريقية أمام الجيش الرواندي (1-1) ولم تكن مؤشرات الوضع داخل النجم توحي بأن رياح التغيير ستهب على الفريق. النجم الساحلي الذي عاش في الأسابيع القليلة الأخيرة على وقع التجاذبات والاتهامات وحرب التصريحات المتبادلة بين رئيس النادي حافظ حميد وبعض المسؤولين المستقيلين من الهيئة الحالية أو بعض الرؤساء السابقين، لم يكن يضع مسألة الإطار قضية في حد ذاتها، فالفريق عرف منذ نحو شهر تغييرا على رأس إدارته الفنية بحلول الفني النمساوي على رأس الأكابر بمساعدة نبيل الطرابلسي وبالتالي كان الإعلان مساء الأحد عن تعيين البنزرتي مدربا جديدا ـ والنجم ما يزال في كيغالي بعد خوض لقاء الذهاب ضد الجيش الرواندي ـ خبرا رئيسيا تصدر المواقع الالكترونية والنشرات الرياضية للإذاعات والقنوات التلفزية بل أمرا فاجأ الكثيرين حتى عددا من مسؤولي ليتوال والمدرب النمساوي كراوس نفسه. ورأى المقربون من النجم الساحلي أن رئيس النادي حافظ حميد الذي يعيش فترة ضغط وحملات انتقادات وصلت حد رفع شعار "ديقاج" في وجهه والمطالبة بإسقاط هيئته المديرة، لم يجد أفضل من فوزي البنزرتي ليكون بمثابة القرص المهدئ بالنظر إلى سمعة هذا الفني ومكانته وكفاءته التي لا يرقى لها شك وهو الذي تنقّل خلال المواسم الأخيرة بين الأندية الكبرى (الترجي التونسي والنادي الإفريقي) أو المنتخبات (ليبيا وتونس) وبالتالي فإن حافظ حميد أراد بانتداب البنزرتي وإعادته من جديد لمركب ليتوال أن تكون الصفقة "ضربة معلم" لامتصاص هيجان الأحباء من جهة ولتسجيل هدف في شباك معارضيه ممن بالغوا في انتقادات اختياراته الإدارية وقراراته وشنوا حملة على الفريق بعد أن عجز بيرنت كراوس عن تغيير الشيء الكثير في الفريق وإحداث الرجة النفسية التي جاء من أجلها. واعتبر هؤلاء أن فوزي البنزرتي الذي كثيرا ما كان "حربوشة" لإسكات الأحباء الغاضبين وإيقاف حملات التشكيك، مثلما حصل مع النادي الإفريقي في جوان 2011، مدرب لا يشك أحد في كفاءته وقدرته على إعادة النجم إلى السكة الصحيحة لا سيما أن الفريق قادم على ثلاث رهانات من العيار الثقيل أكثرها أهمية رابطة الأبطال الإفريقية، ويعرف الجميع خبرة البنزرتي بملاعب القارة السمراء وهو الذي توج مع النجم الساحلي في 2006 بكأس الكنفدرالية الإفريقية وبلغ مع النادي الإفريقي الدور النهائي في الموسم الفارط كما توج مع الترجي التونسي بكأس إفريقيا للأندية البطلة في 1994 ووصل الدور النهائي في 2010. ولا يمكن بأي حال من الأحوال التشكيك في كفاءة فوزي البنزرتي وهو الذي عرف النجاح في مختلف محطاته التدريبية وكانت آخرها قيادة الإفريقي إلى نهائي كأس الاتحاد الإفريقي رغم المصاعب التي مر بها، كما تبدو قيمة هذا المدرب في صرامته وشحذ عزيمة لاعبيه حتى بأسلوب صعب وحاد واجه بسببه انتقادات بالجملة. غير أن السؤال الذي يطرح نفسه بعد تعيين فوزي البنزرتي وسحب البساط بطريقة مفاجئة من تحت قدمي كراوس هو: هل أن مشاكل النجم الساحلي منحصرة أساسا في الإطار الفني أم أن المسألة أعمق من حلول البنزرتي من جديد؟ وهل أن هذه الصفقة الهامة بكل المقاييس هي التي ستخرج ليتوال من أزمته الإدارية التي بلغت أوجها مع تواصل الدعوة لاستقالة حميد وعقد جلسة عامة انتخابية خارقة للعادة؟ الأسئلة كثيرة والسيناريوهات عديدة والثابت والأكيد في خضم ما يحصل حاليا في ليتوال أن جدوى قرار تعيين البنزرتي مدربا جديدا لمدة أربع سنوات قادمة ستظهر نتائجها في الأسابيع القليلة القادمة مع تقدم مشوار الفريق في البطولة وخاصة في رابطة الأبطال الإفريقية رغم أن الكثيرين يرون أن ورقة البنزرتي تكتيك جديد من حميد للرد على المشككين بقطع النظر عما ستؤول إليه نتائج النجم الساحلي الذي عاد إلى منصة التتويج بالبطولة على يدي فوزي البنزرتي نفسه في موسم 2006 – 2007.
|
الحبيب بن أحمد |