بعد مقالي الأول الذي كتبته قبل انتخابات 23 أكتوبر بعنوان “كيف تصبح ثوريا بعد الثورة؟” (أنظر “الصباح” في عدد 12 أكتوبر 2011)، أجد نفسي مضطرا لتقديم النصائح الذهبية إلى الأشخاص الذين يتأقلمون بسرعة مع …
pour les nulls.. كيف تصبح نهضويا؟ |
بعد مقالي الأول الذي كتبته قبل انتخابات 23 أكتوبر بعنوان "كيف تصبح ثوريا بعد الثورة؟" (أنظر "الصباح" في عدد 12 أكتوبر 2011)، أجد نفسي مضطرا لتقديم النصائح الذهبية إلى الأشخاص الذين يتأقلمون بسرعة مع الوضعيات المستجدة. فميزة التونسيين التي يُحسدون عليها، أنهم أول الشعوب التي ابتدعت المثل الشائع: "موجة تهز.. موجة تجيب". وهم لا يتأخرون في إثبات جدارتهم بهذه الخصوصية التي لا مفر أن تكون مصدرا من مصادر الدستور القادم.
أخي le nul ،
الأكيد أنك تتوق للتعرف على الوصفات السحرية حتى تكون في "موجة اللي تجيب" حاليا. إنها موجة حركة النهضة الزرقاء التي يجب أن تركبها بسرعة قبل أن يسبقك آخرون.
أخي le nul ،
ربما لم تسمع أبدا بحركة النهضة قبل 14 جانفي أو ربما كانت مفاصلك ترتعد كلما تحدث أحدهم همسا عن جارك النهضوي الذي يخضع لمراقبة الشرطة أو ربما كنت تتصل بسرعة برقم هاتف المخبر أو " قوّاد" حيّك كلما لمحت فتاة تضع خمارا على شعرها أو ربما تنزّل جميع باقات الجزيرة الرياضية بشكل غير مشروع حتى لا تنتبه إلى القناة الإخبارية الجزيرة التي يطل عبر شاشتها احد القيادات النهضوية بين فينة والأخرى، أو ربما تترصد اجتماعات شعب التجمع الدستوري لتجمع أصدقائك لكي يشاركوا في جوقة التصفيق مقابل "شوية مصروف" لاقتناء "دبوزة الشراب" نهاية الأسبوع.
اليوم اضمحل التجمع وبرزت النهضة بعد ثورة كنت أول المناهضين لها. لكن لا يهم. الأكيد أن أقرانك نسوا تاريخك مع "الموجة اللي تهز" والتي " هزّت" ربانها إلى السجون وسلَم رأسك أنت. واليوم لا يمكن أن تترك فرصة تمر أمام "الموجة اللي تجيب".
حركة النهضة تعوّض اليوم حزب التجمع، ولكي تكون نهضويا بامتياز مثلما كنت تجمعيا عن جدارة يكفي أن تتبع أخي هذه الخطوات البسيطة:
-تخلص من جميع الوثائق والصور التي تثبت كونك نشطت أو ساندت التجمع في حياتك. لم ينتبه العديد لحضورك اجتماعاتهم أو اختيار مرشحيهم في الانتخابات. وحتى تطمس حقيقة انتمائك السابق، حاول أن توجه الاهتمام إلى رموز ذلك الحزب المعروفين. فشهّر بهم في كل وقت. فهم أزلام النظام السابق الذين يقودون الثورة المضادة (التي أنت لا تفقه منها شيئا)، وانضم دون تردد في لجان حماية الثورة، وأوهم الناس أنك بالمرصاد ضد أيتام بن علي وليلى الطرابلسي.
– لا تنسى أن تعلن توبتك وتُشهر إسلامك. فالله يهدي من يشاء ويضل من يشاء. وطبعا بالنسبة لك فإنه لا يهدي إلا بعد أن تولت النهضة الحكم. وحتى يسهل حصولك على بطاقة العضوية في ذلك الحزب لا بد أن توفر معدات ذلك، فتشتري"سبحة" وتلبس قميصا أفغانيا يوم الجمعة وتفرض على حريمك ارتداء الخمار، وانتبه إلى ضرورة المشاركة في مظاهرة أو اثنتين ضد الكفار والزنادقة الذين يحاربون عقيدتنا.
– راقب العلمانيين واليساريين أصحاب الصفر فاصل، فلا يعينك كثيرا إن ناضلوا سابقا ضد قمع والاستبداد أو كانوا عرضة لمضايقات النظام. فأنت تعرفهم جيدا، وسبق أن كتبت عنهم التقارير الأمنية. فلا تتخلى عن نفس تلك المهمة. فهم دائما عملاء الأمريكان وفرنسا والموساد، فتتبع خطواتهم لتفشل مؤامراتهم لقلب النظام.
طبعا ستجد كثر في صفك، وصفاقتكم ستجعلكم تعملون جنبا إلى جنب في خدمة الموجة الزرقاء. ولكن ثق جيدا أن وطنك سيلفظك وسيحتقرك. وتأكد أن ضميرك الذي صحابك مدار حياتك لن يجعلك تنام قرير العين.
|
سفيان الشورابي (صحفي) |