بوادر تغيّر في أخبار الثامنة على الوطنية الأولى

بعد أن راجت أخبار حول استقالة 3 من مقدمات الأخبار على القناة الوطنية الأولى، لاحظ المتابعون لنشرة أنباء الثامنة ليلا تغييرات أخرى من حيث المحتوى والشكل خلال نشرتي السبت والأحد.

فقد لوحظ  خلال نشرتي الثامنة ليلا ليومي السبت والأحد الاكتفاء بمقدم واحد للأخبار بعد أن تعود المشاهد منذ الأيام الموالية لـ 14 جانفي 2011 على مقدمين اثنين، يكونان عادة مقدم ومقدمة. و قد تولت دلال القاسمي بمفردها تقديم نشرة السبت في حين تولى اقبال الكلبوسي لوحده تقديم نشرة الأحد.

ورغم أن أسباب هذا الاكتفاء بمقدم واحد غير واضحة إلا ان ملاحظين يرون أنها تدخل في إطار الاستعداد لإدخال تغييرات جذرية على طريقة تقديم الاخبار شكلا ومضمونا.

و قال ملاحظون أيضا أن نشرة الثامنة ليلا خلال اليومين الاخيرين  غيبت بعض المواد الاخبارية  الاجتماعية التي تُعنى بالاحتجاجات والاعتصامات رغم أن يومي السبت والاحد شهدا تحركات اجتماعية ببعض المناطق على غرار الكاف وقفصة ومدن أخرى، وتم الاكتفاء فقط بتغطيات لأحداث رسمية.

وتحتل نشرة الثامنة ليلا على الوطنية الاولى أعلى نسبة مشاهدة في تونس بعد أن تميزت طيلة الاشهر الماضية بتغطية عدة احداث ساخنة بمختلف أرجاء البلاد.

ومنذ 14 جانفي 2011 يتداول على تقديم نشرة الثامنة ليلا 9 مقدمين رئيسيين، 5 منهم سبق أن قدموا الاخبار التلفزية  خلال عهد بن علي و 4 باشروا لأول مرة هذه المهمة بعد الثورة.

كما  تم منذ شهرين تقريبا تغيير رئيسة قسم الأخبار مفيدة حشاني بسعيد الخزامي.

ورغم أن عمل قسم الأخبار بالقناة الأولى شهد منذ الثورة تطورا ملحوظا ومحاولات واجتهادات متعددة من العاملين فيه إلا أن كثيرين يقولون أن نشرة الثامنة  تتحكم فيها التجاذبات والميولات السياسية.

وتداولت بعض وسائل الإعلام في اليومين الأخيرين خبرا يقول أن مقدمات الأخبار نعيمة عبد الله الجويني وإنصاف بن موسى يوسف وخديجة صوة منصر قررن الابتعاد عن الأضواء أي عن تقديم الأخبار والاكتفاء فقط بالعمل الصحفي بقسم الأخبار بالتلفزة الوطنية بما أن حضورهن اليوم في الأخبار فيه تذكير بأخبار سنوات حكم بن علي على حد رأي بعض المشاهدين.

وجاء هذا القرار حسب ما تم تداوله في إطار مبادرة منهن لتخفيف الضغوطات عن التلفزة الوطنية بعد أن تعددت في المدة الأخيرة التجاذبات والانتقادات لقسم الأخبار، لا سيما نشرة الثامنة ليلا، التي يتهمها كثيرون بأنها تعمل في إطار حسابات سياسية ضيقة.

وقد بلغ الأمر حد اعتصام بعض الأطراف أمام مقر التلفزيون  طيلة أكثر من 50 يوما للمطالبة بـ"تطهير" التلفزة الوطنية  خاصة قسم الأخبار.

ويأمل التونسيون في أن تكون التلفزة الوطنية، خاصة نشرة أخبار الثامنة، مرآة حقيقية للشعب وللوطن، تعبر عن مختلف التطلعات وتنقل كل المشاغل وتعكس أيضا حقيقة الحراك السياسي الذي تعيشه البلاد دون غض النظر عن كل ما هو إيجابي بعيدا عن لغة التصفيق والتطبيل التي عانوا منها طيلة سنوات حكمي بورقيبة وبن علي.