اختلاف ردود الأفعال تجاه تغريم قناة “نسمة”

اختلفت ردود الأفعال تجاه الحكم القضائي الصادر اليوم الخميس ضد قناة نسمة بين مرتاح لتغريم مديرها واثنين من العاملين فيها وبين رافضين للحكم، في القضية المتعلقة ببث الفيلم الإيراني "بيرسيبوليس"، الذي أثار جدلا واسعا في صفوف الإسلاميين باعتبار أنه يجسد الذات الالاهية .

وأصدرت المحكمة الابتدائية بتونس –اليوم الخميس 03 ماي/نيسان 2012، الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة- حكما بتغريم نبيل القروي مدير القناة بدفع خطية بقيمة 2400 دينار وتخطئة نادية جمال رئيسة جمعية "صوت وصورة" التي قامت بدبلجة الفيلم إلى اللهجة العامية، وهادي بوغنيم المسؤول بقسم البرامج بالقناة، بدفع 1200 دينار لكل منهما.

وعبّر رفيق الغاق -أحد المحامين القائمين الحق الشخصي ضدّ القناة- عن ارتياحه بإدانتها، قائلا للمصدر "نحن نحترم هذا الحكم ونشعر بارتياح بإدانة قناة نسمة".

ويضيف "لقد بدأنا في تعلم الديمقراطية وعلينا أن نحترم الحكم القضائي وإذا قررنا التحرك ضدّ هذا القرار فلا يمكن ن يكون إلا بإجراءات القانونية لا غير"، غير مستبعد إمكانية استئناف الحكم.

وأثار عرض الفيلم "بلاد فارس" أو "بيرسيبوليس" على قناة "نسمة" قبيل الانتخابات ببضعة أيام في شهر أوكتوبر/تشرين الأول الماضي غضبا عارما في أوساط الإسلاميين، لتضمنه مشاهد تجسد الذات الإلاهية.

وقررت النيابة -على إثر شكاوى من محامين ومواطنين- فتح تحقيق قضائي يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حول إقدام "نسمة" على بث الفيلم، الذي تسبب في اندلاع أعمال عنف بالعاصمة.

ووجهت تهمة بـ"النيل من الشعائر الدينية" و"عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة" ضدّ كل من مدير القناة والمسؤول في قسم البرامج بالقناة التلفزيونية والمسؤولة عن دبلجة الفيلم إلى اللغة العامية.

لكن عاطف –أحد الشبان الذين تظاهروا اليوم أمام المحكمة الابتدائية بتونس- عبّر عن سخطه من صدور حكم قضائي "مخفف" و"لا يوازي حجم الجرم الذي اقترفته القناة"، التي يشارك رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني في رأس مالها.

ويقول للمصدر "تغريم مدير القناة بغرامة مالية بسيطة رغم الإساءة الكبيرة للمقدسات الإسلامية هو مهزلة وظلم لكل التونسيين".

من جهة أخرى، انتقد شكري بلعيد أحد محامين الدفاع عن قناة "نسمة" الحكم الصادر بتخطئة مديرها واثنين من موظفيها، قائلا "الحكم يشكل خيبة أمل حقيقية لأنه لا يرتكز على أي معطى قانوني".

ويقول للمصدر "لا يوجد أي قانون يدين على ذلك"، مشيرا إلى أنّ لسن الدفاع سيستأنف القضية للطعن في الحكم في الأيام القادمة.

ويقول "كنا ننتظر في اليوم العالمي لحرية الصحافة حكما يعزز حرية التعبير المستهدفة والتي يقع الاعتداء عليها كل يوم، لكننا أصبنا بخبية أمل".