انطلقت بتونس ندوة دولية بعنوان “نحو التجديد في الفقه السياسي الإسلامي” التي ينظمها الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي يترأسه يوسف القرضاوي وجامعة الزيتونة وبمشاركة مختصين في العلوم الإسلامية من عدة بلدان إسلامية…
التيارات الإسلامية تبحث عن تجديد الفقه السياسي الإسلامي لمواكبة الثورات |
انطلقت بتونس ندوة دولية بعنوان "نحو التجديد في الفقه السياسي الإسلامي" التي ينظمها الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي يترأسه يوسف القرضاوي وجامعة الزيتونة وبمشاركة مختصين في العلوم الإسلامية من عدة بلدان إسلامية.
وحضر الجلسة الافتتاحية قياديين في حركة النهضة وهما راشد الغنوشي رئيس الحركة والحبيب اللوز عضو المجلس الوطني التأسيسي ووزير التعليم العالي منصف بن سالم وووزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي، بالإضافة إلى المستشار السياسي لرئيس الحكومة المؤقتة لطفى زيتون.
ويناقش المشاركون على مدى ثلاثة أيام السبل الكفيلة لتطوير الخطاب السياسي الإسلامي في محاولة لمواكبة المتغيرات التي تشهدها الشعوب العربية التي خرجت إلى الشارع احتجاجا على الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة وللمطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية كمنهج لحياتها.
كما يتباحثون حول كيفية موائمة الآليات التي يتم اعتمادها في الأنظمة الديمقراطية مع خصوصيات المجتمعات المسلمة ومن بين المواضيع المطروحة للدرس -صلاحيات رئيس الدولة -واليات النظام الديمقراطي في السياسة الشرعية- والتمثيل الشعبي في الديمقراطيات العربية والوسطية في السياسة الشرعية عند الشيخ الفاضل بن عاشور، إلى جانب فقه الشورى الإسلامي والتطبيقات المعاصرة لمبدأ الشورى.
وتمّ خلال الجلسة الافتتاحية التأكيد على أهمية تجديد الفقه السياسي في الإسلام. وقال رئيس جامعة الزيتونة عبد الجليل سالم إنه لا يوجد نص في القرآن أو السنة ينظم مسألة الحكم، مشيرا إلى أنه مسالة اجتهادية. وقال غنه في العصر الحاضر "ليس أمامنا غير أساليب الديمقراطيات الحديثة لتحقيق مبادىء العدل والحرية".
واعتبر أن الليبراليون والتقدميون والاشتراكيون الذين قادوا الأنظمة العربية فشلوا جميعا في تحقيق حلم الحداثة السياسية والاقتصادية برفضهم لمبدأ التداول على السلطة وتمكين الشعوب من الاختيار الحر.
من جهته، أكد يوسف القرضاوي على ضرورة تجديد الفقه السياسي في الإسلام مع الحفاظ على الأصول وذلك لمواكبة العصر وتنظيم مسألة الحكم وتحديد القواعد التي يتعين الالتزام بها لتحقيق مبادىء العدل والحرية خاصة وأن الاجتهاد في هذا المجال بقي ضئيلا لا يستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية في حياة الشعوب الإسلامية ، وفق قوله.
وأبرز راشد الغنوسي الذي وصف القرضاوى بقائد الثورة التونسية وملهم الثورات العربية أن ما حدث في تونس هو ثورة وليس تحولا في إشارة إلى المشككين بحقيقة ما جرى في تونس، قائلا إن تاريخ الإسلام انطلق نحو مرحلة جديدة بدأت من تونس.
|
مريم التايب |