حملة ضدّ وزير الدفاع التونسي بسبب المرزوقي!

تسبّبت زيارة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي إلى مقبرة العوينة بالعاصمة، يوم 18 ماي الحالي، للترحّم على روح المرحوم العقيد بالجيش الوطني الطاهر العياري، الذي استشهد في اشتباكات الروحية مع عناصر متطرفة، العام الماضي، في حملة شرسة ضدّ وزير الدفاع الحالي عبد الكريم الزبيدي.

وقادت هذه الحملة أرملة المرحوم التي استاءت وتحاملت على الوزير المذكور باعتباره لم يكن من بين الحاضرين يوم زار الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي ضريح الفقيد.

واعتبرت زوجة الفقيد أنّ سبب غياب وزير الدفاع، الذي كان في الحكومة السابقة وحافظ على منصبه رغم التغييرات التي حصلت بعد صعود حركة النهضة وشركائها في الائتلاف الحكومي، إلى تقصير في حق شهداء الجيش التونسي.

لكنّ العميد بالجيش الوطني مختار بن نصر الذي يتحدث بلسان الجيش، أكد أنّ زيارة المرزوقي لضريح الطاهر العياري كانت بمبادرة شخصية من الرئيس المؤقت وأنّ وزارة الدفاع لم تكن بعلم بها، وهو ما يعكس غيابا واضحا على مستوى التنسيق بين مؤسسات الدولة، ويجعل بعض القرارات تبدو كأنها مرتجلة وعفوية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يغيب فيها التنسيق بين الأجهزة الحكومية، والدليل على ذلك هو التضارب الواضح في تصريحات رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة، وآخر هذا التضارب ما يتعلق بملف رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي. فبينما تعلن الحكومة قرار تسليم البغدادي، تنفي الرئاسة ذلك.

وبالعودة إلى ردّ وزارة الدفاع على الانتقادات الموجهة إليها يقول العميد مختار بن نصر أنّ الشهيد الطاهر العياري حظي بما يليق بأيّ رجل بالجيش خلال مراسم الدفن والتأبين وجراية التقاعد.

وقال إنّه في موضوع الدفن تمّ تكليف ضابط سامي برتبة عميد لتأبين الشهيد الطاهر العياري لدفن الفقيد الطاهر العياري، حسبما يضبطه القانون العسكري في التعامل مع شهداء الجيش.

وتوفي بعد الثورة 12 عسكريا، وجميعهم تمتعوا بنفس التكريم، وفق قول العميد مختار بن نصر، الذي شدد على أنّه لا يوجد أي فرق في الرتب بين الشهداء وأنّ التعامل معهم يكون على قدم المساواة، وفق تعبيره.

وبالنسبة إلى تعويض أسرة الشهيد الطاهر العياري، يقول مختار بن نصر إنّ عائلته تحصلت على 20 ألف دينار  بصفة استثنائية باعتباره ليس شهيد ثورة وإنما شهيد الوطن، حسب تعبيره. وكشف بأنّه يجرى صرف جراية تقاعد لأسرته في حدود 3380 دينار تونسي شهريا.