اليوم ذكرى ميلاد ابن خلدون: أطروحة يتيمة عن العلامة بالجامعة التونسية؟

يتزامن اليوم الأحد 27 ماي مع ميلاد أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، وهو العلامة والمفكر التونسي عبد الرحمان ابن خلدون الذي ولد في تربة الباي بمدينة تونس العاصمة، عام 1332، في فترة حكم الدولة الحفصية…



اليوم ذكرى ميلاد ابن خلدون: أطروحة يتيمة عن العلامة بالجامعة التونسية؟

 

يتزامن اليوم الأحد 27 ماي مع ميلاد أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، وهو العلامة والمفكر التونسي عبد الرحمان ابن خلدون الذي ولد في تربة الباي بمدينة تونس العاصمة، عام 1332، في فترة حكم الدولة الحفصية.

 

لكن وسط زحام الاحتجاجات والظرف الصعب الذي تمرّ به البلاد لم يقع الانتباه إلى ذلك، ولم تبرمج أية فعاليات للاحتفاء بذكرى العلامة سواء من قبل وزارة الثقافة أو من قبل الأكاديميين.

 

وفي السياق، يقول الدكتور والأستاذ إبراهيم جدلة المتخصّص في التاريخ الإسلامي للمصدر إنّ تكريم العلامة ابن خلدون "مسؤولية الأكادميين أكثر من مسؤولية السلطة والمجتمع".

 

بالمقابل، أشار إلى أنّ عام 2006، قد تمّ خصيصه بالكامل للاحتفال بالمائوية السادسة لذكرى رحيل العلامة الخالد ابن خلدون، الذي توفي في مصر يوم 19 مارس 1406 ميلادي.

لكن الأستاذ إبراهيم جدلة لم يخف قلة الاهتمام بهذا المفكر في الجامعة التونسية.

 

إذ يتساءل باستنكار "هل كتبت حوله أطروحات منذ إحداث الجامعة"؟، مجيبا "الأطروحة الوحيدة كان قد كتبها الطالب عادل اللطيف في كلية 09 أفريل بتونس وذلك عام 2008 حول مصادر ابن خلدون ! ".

 

ويمضي إبراهيم جدلة قائلا "في البلدان الأجنبية كتبت مئات المقالات والكتب حول ابن خلدون"، مشددا على ضرورة تشجيع الباحثين على القيام بأبحاث حول جوانب مازالت غامضة في حياة ابن خلدون.

 

ودعا منظمات الألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) واليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) لتنظيم ملتقيات حول كل الأعلام، التي كانت لها إضافة بارزة في الحضارة الإنسانية.

 

ويشار إلى أنّ المؤرخين الفرنسيين والبريطانيين في القرن الثامن عشر هم أوّل من تفطنوا للعلامة ابن خلدون وإشعاعه المعرفي وفلسفته العميقة للتاريخ والحضارة البشرية، قبل العرب أنفسهم.

 

وتقول الأستاذة منيرة شابوتو الرمالي المتخصّصة في التاريخ الوسيط إنّ المؤرخ العربي الوحيد الذي اهتم اهتماما كبيرا بابن خلدون هو المؤرخ "المقريزي"، الذي ألف له أطول سيرة ذاتية اسمها "درر العقود".

 

وأشارت إلى أنّ الفرنسيين عندما دخولا لاحتلال الجزائر انبهروا بابن خلدون خصوصا من كتابه "العبر"، الذي استطاعو من خلاله ا أن يفهموا طبيعة اللغة والقبائل والمجتمع السائد في تلك الفترة.

 

وقد ترك ابن خلدون أثرا عن سيرته في كتابه "التعريف بان خلدون في رحلاته شرقا وغربا"، حيث يروي فيها مذكراته وتنقلاته وتجاربه منذ الطفولة إلى كبيره.

 

واعتبره بعض المؤخرين مؤسس علم الاجتماع الحديث بفضل تحليله المنطقي للتاريخ، وكان كتابه "العبر" من أبرز مؤلفاته وهو يقع في سبع مجلدات ويتصدرها كتاب "المقدمة". وتميّزت هذه المجلدات بموسوعيتها واحتوائها على عدّة نظريات علمية عن الكون والدولة والاقتصاد والعمران (…).

 

خميس بن بريك

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.