الأتراك يسعون إلى تطوير استثماراتهم في تونس

قال رضا السعيدي الوزير المكلف بالملف الاقتصادي والاجتماعي بالحكومة المؤقتة إنّ تركيا عازمة على إنجاح التجربة الانتقالية بتونس، مشيرا إلى وجود آفاق واعدة في التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث تصل المبادلات التجارية بينهما إلى مليار دولار.

وجاءت تصريحاته على هامش ندوة عقدها، أمس الخميس، بمقر الوزارة الأولى للإعلان عن نتائج زيارة رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي على رأس وفد وزاري للمشاركة في منتدى "دافوس" الاقتصادي باسطنبول بتركيا من 04 إلى 06 جوان 2012.

وكشف السعيدي عن وجود اهتمام تركي بالدخول في رأس مال شركة "الفولاذ" بمنزل بورقيبة، مشيرا إلى أنّ المصنع يمرّ حاليا بصعوبات حيث بلغت قيمة عجزه حوالي 70 مليون دينار.

وقال إنّ مستثمرين أتراك عبروا عن رغبتهم في اقتناء جزء من رأس ماله لتطويره، مضيفا أنه سيقع في الأيام المقبلة طرح مناقصة دولية للتفويت في جزء من رأس مال شركة "الفولاذ".

إلى ذلك، أفاد السعيدي بأنّ الوفد التونسي في تركيا قام بجملة من اللقاءات مع رجال الأعمال الأتراك في اختصاصات متعددة القطاع العقاري والمنشآت والتجهيز والجسور والطرقات.

وقال إنّ العديد من الشركات التركية مستعدّة للمساهمة في جهود الدولة لبناء مساكن للفئات الفقيرة، والتي يقدر عددها بـ30 ألف وحدة سكنية سيتم إنجازها على سنتين.

وأشار إلى أنّ الجانب التركي وافق على منح تونس قرض بقيمة 500 مليون دولار مع تحويل جزء منه بقيمة 100 مليون دولار إلى هبة وكذلك تقليص نسبة الفائدة من القرض المتبقي (400 م.د) من 3.5 بالمائة إلى 1.5 بالمائة، بعدما عبرت تونس عن عدم قبول النسبة الأولى المشطة.

علما أن قيمة الهبات الممنوحة إلى تونس بلغت حالي 600 مليون دولار، وفق تصريحات السعيدي.

ويقول السعيدي إنّ تقليص نسبة الفائدة لهذا القرض يأتي في اطار التعبير عن النوايا الحسنة للأتراك للتشجيع على دعم المالية التونسية لخلق فرص الاستثمار والتشغيل.

وأضاف بأنّ الجانب التركي اتفق مع الحكومة التونسية على تنظيم منتدى خاص لرجال الأعمال في تونس ديسمبر المقبل، مشيرا إلى أنّ المساعي تتجه حاليا لتحديد مكان وزمان ومضمون هذا المنتدى.

وفيما يتعلق بالمجال السياحي، قال إنّ هناك اتفاق على إحداث مسلك سياحي بين البلدين لتطوير الزيارات السياحية بين الجانبين في السنوات المقبلة.

وتنوي تونس تعزيز علاقاتها مع تركيا في مجال التعليم، إذ أكدّ منذ أيام وزير التربية عبيد انه سيقع تدريس اللغة التركية في مناهج التعليم التونسية انطلاقا من السنة القبلة.