قبل أيام قليلة من إعلان الصيغة الأخيرة لمبادرة الباجي قايد السبسي “نداء تونس” بصفة رسمية تتوالى المؤشرات المقلقة على فراغ البديل المعارض للحركة الإسلامية بمكوناتها النهضوية والسلفية وما تمسح بهما من مسوح، البديل …
تونس – 60 بالمائة من التونسيين غير راضين عن أداء المعارضة |
قبل أيام قليلة من إعلان الصيغة الأخيرة لمبادرة الباجي قايد السبسي "نداء تونس" بصفة رسمية تتوالى المؤشرات المقلقة على فراغ البديل المعارض للحركة الإسلامية بمكوناتها النهضوية والسلفية وما تمسح بهما من مسوح، البديل الذي من شأنه استقطاب الشارع الواسع في وسط وعلى يسار اليمين الماضي في تغوله بكل الأشكال… ولقد سبق أن انتقد المتابعون للشأن السياسي التشتت الذي تعرفه جل تنظيمات الساحة السياسية ذات التوجه الديمقراطي وخاصة إثر الانقسامات التي عرفتها عدة أحزاب وآخرها الحزب الديمقراطي التقدمي قبل أن يتحول إلى "الحزب الجمهوري" هذا علاوة على انقسامات حزب المؤتمر والتكتل وحزب العمل التونسي والأحزاب ذات المرجعية الدستورية على اختلافها…كما تم انتقاد التنظيمات اليسارية الأكثر راديكالية ومنها حزب العمال الشيوعي التونسي وحركة الوطنيون الديمقراطيون وغيرهم على خلفية فشلها في ابتداع خطاب جديد من شأنه التفاعل الحقيقي مع الشارع التونسي ومع شبابه بالخصوص … ومما يؤكد هذه الانتقادات ما تحمله عمليات سبر الآراء من توجهات للشارع التونسي كان آخرها نتائج مقياس الثقة الذي تنجزه شهريا مؤسسة المجمع العالمي للدراسات والذي حمل في هذا الاتجاه معلومات ضافية حول نسبة الرضا عن المعارضة وحول مستوى الثقة الذي يتمتع به أبرز وجوهها في الساحة … ففي نتائج الموجة السادسة لمقياس الثقة نجد أن نسبة الرضا عن المعارضة لا تتجاوز 20 بالمائة بنقص حوالي 6 بالمائة على معدلات شهر ماي وهي أدنى نسبة سجلها المؤشر منذ انطلاقه في جانفي وترتفع نسبة غير الراضين على أداء المعارضة إلى حوالي 60 بالمائة بزيادة حوالي 4 بالمائة على الشهر الماضي…هذه الأرقام مخيفة جدا لدلالاتها على فقدان الساحة المعارضة لأي إمكانية تأثير في أي موعد انتخابي قادم…ومما يؤكد هذا المنحى أننا نجد نسبة الثقة في كل زعماء المعارضة تتناقص باستثناء وحيد لحمة الهمامي …فمية الجريبي برغم بقائها أكثر رموز المعارضة ثقة لدى المستوجبين و نجيب الشابي و أحمد إبراهيم لا يتمكنون من تجاوز المراتب المتأخرة في مقياس الثقة بل وتواصل نسب الثقة فيهم في الانحدار ...وإن تجاوزنا هذا الجانب ونظرنا في نتائج السؤال المتعلق بنية التصويت في رئاسية تقام اليوم فإن أول وجه معارض نلقاه وهو الباجي قائد السبسي لا يتحصل إلا على نسبة 8,5 بالمائة من نوايا التصويت مقابل 13,3 بالمائة لمنصف المرزوقي وإن كان هو الآخر في تقهقر مستمر وهذا موضوع آخر… ولا شك أن هذه المعطيات يجب أن تنسب بما يستوجب عمل سبر الآراء من تنسيب لكن ذلك لا ينفي حملها لصورة ما يختلج لدى الرأي العام في هذه اللحظة من توجهات تترجم في واقع الأمر فشل العمل السياسي الحالي للمعارضة في استقطاب الناس وفشل خطابها في الإقناع به إن سلمنا بأهميته مثل ما تقول المعارضة كل يوم ,كما أن تآكل صورة الثلاثي الحاكم وتدهور نسب الرضا عنه وعن رموزه لا تفيد المعارضات المختلفة في شيء حتى وأن أثبتت فشل حكومة الترويكا في الإقناع بما تفعله اليوم … وفي انتظار ما سيحمله الإعلان الرسمي عن الحزب المرتبط بمبادرة الباجي قايد السبسي من توضيحات طال انتظار الشارع لها فإنه لا بد من الإقرار أن الخلل في التوازن في الساحة السياسية لا يبشر بشئ إيجابي بالنسبة للبناء الديمقراطي الذي لا يزال في أوله والذي يتطلب من جميع الفاعلين السياسيين مزيد البذل والعطاء للوصول إلى بداية إقناع …
|
علي العيدي بن منصور |