عاشت إحدى المناطق بحي الخضراء بالعاصمة (تحديدا حي الطبونة) ليلة أمس الأربعاء تقريبا نفس أحداث ليلة 13 جانفي 2011، المرعبة في عهد الديكتاتور السابق، عندما تهجمت مجموعة من أعوان الأمن على المتساكنين بالسب والشتم…
ليلة ذعر بحي الخضراء بالعاصمة بسبب إفراط الشرطة في استعمال القوة |
عاشت إحدى المناطق بحي الخضراء بالعاصمة (تحديدا حي الطبونة) ليلة أمس الأربعاء تقريبا نفس أحداث ليلة 13 جانفي 2011، المرعبة في عهد الديكتاتور السابق، عندما تهجمت مجموعة من أعوان الأمن على المتساكنين بالسب والشتم.
فعلى الساعة الواحدة ليلا خرج الأهالي مذعورين بعد سماعهم لدوي طلق ناري وضوضاء رجال الأمن بصدد مداهمة أحد المنازل لاعتقال شابين لم ينضبطا لتوقيت الحظر.
ورغم أن الحالة لا تستدعي الإفراط في استخدام القوة باعتبار أنّ الشابين لم يرتكبا جرما خطيرا، وفق قول الأهالي، إلا أنّ البوليس اقتحم المنزل الذي لجأ إليه هذين الشابين.
وسرعان ما تعالى صراخ أهالي البيت لحماية ابنها وابن الجيران، لكن أعوان الشرطة لجئوا إلى التصعيد وخلع الباب والقبض على الشابين بطريقة فيها الكثير من الهمجية.
وبقطع النظر عن هذه الحادثة، فإنّ ما يبعث على القلق حيال سلوك بعض رجال الأمن، هو إفراطهم في استعمال القوة تجاه المتساكنين الذين خرج بعضهم أمام منازله لمعاينة ما يحصل بالقرب منهم.
لكن عشرات أعوان الشرطة (والكثير منهم مازالوا في ريعان شبابهم ولا يسيطرون على انفعالاتهم وتنقصهم الخبرة الأمنية) بدل اعتقال الشابين واقتيادهما إلى مركز الأمن، واصلوا تهجمهم على أهالي الحي ولاحقوا بعضهم بالعصي لإدخالهم إلى منازلهم.
وحسب أقوال رجال الشرطة تمّ اعتقال هذين الشابين بعدما خرقا توقيت حظر التجوال وشتم أحدهما عون أمن كان مارا في دورية بالمنطقة ليلا.
لكن أحد المتساكنين وهو يعمل في الشرطة يقول إن شمّ رائحة الخمر من رئيس الفرقة الذي أشرف على الدورية.
ويطرح قانون فرض الطوارئ تساؤلات عديدة عن الخطوط الحمراء التي يتعين على البوليس عدم تجاوزها وعن الجهة التي تراقب تجاوزات أعوان الأمن باستعمال القوة والطريقة التي يقع بها استنطاق المعتقلين داخل المراكز.
ومنذ يومين تمّ فرض حظر التجوّل في ثماني ولايات من بينها تونس الكبرى لاحتواء أعمال العنف من قبل المتشديين الدينيين في عديد المناطق.
وتم بالأمس تعديل الحظر ليتأخر من الساعة التاسعة ليلا إلى العاشرة ليلا ومن الخامسة صباحا إلى الرابعة صباحا.
ومدد الرئيس المؤقت منصف المرزوقي إلى نهاية جويلية المقبل في حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ فرار الرئيس المخلوع.
وهذه خامس مرة على التوالي تمدد فيها تونس حالة الطوارئ منذ هروب بن علي.
وفرضت تونس حالة الطوارئ أول مرة بعد أيام من اندلاع الانتفاضة في تونس.
|
خميس بن بريك |