تستعد المصالح المختصة بوزارة التجارة والصناعات التقليدية خلال هذه الفترة لإنهاء التحضيرات والترتيبات الأخيرة لشهر رمضان 2012 خاصة من حيث ضبط المخزونات التعديلية، لا سيما وأنه لم يعد يفصلنا عن شهر الصيام سواء شهر تقريبا…
في رمضان القادم- توريد البيض من تركيا واللحوم الحمراء من فرنسا وسمك “الباكالاو” من النرويج |
تستعد المصالح المختصة بوزارة التجارة والصناعات التقليدية خلال هذه الفترة لإنهاء التحضيرات والترتيبات الأخيرة لشهر رمضان 2012 خاصة من حيث ضبط المخزونات التعديلية، لا سيما وأنه لم يعد يفصلنا عن شهر الصيام سواء شهر تقريبا.
وتُسجّل مجمل الإدارات المركزية والجهوية للوزارة خلال هذه المرحلة حركية كبيرة واتصالات مكثفة مع الوزارات المعنية والمزودين والمنتجين من أجل التثبت في الكميات التي تمّ تخزينها والتأكد من الأرقام بخصوص حصر المخزونات من كل المواد الاستهلاكية وخاصة منها الأساسية من أجل ترويجها في الوقت المناسب على الأرجح أن يكون الشروع في ترويج المخزونات بصفة تدريجبة أسبوع قبل شهر رمضان من أجل إشباع السوق.
ومن شأن هذه العملية حسب مصادر مطلعة من وزارة التجارة أن تخفف من اللهفة والحفاظ على معادلة العرض والطلب ولكي تجد مختلف العائلات متسعا من الوقت لاقتناء حاجياتها من المنتوجات من دون ضغوطات قد تؤدي إلى ممارسات مخلة بقواعد المنافسة.
وبالنسبة إلى آخر الاستعدادات على مستوى تكوين المخزونات التعديلية أفادت ذات المصادر أنه تمّ إلى حدّ الآن تقريبا تخزين أكثر من 32 مليون بيضة مع إقرار توريد زهاء 15 مليون بيضة سيتم جلبها من تركيا. وحسب التوجهات الأولية فإن النية قد تتجه إلى إقرار أسعار مناسبة أي أقل مما هوا معمول به الآن (أقل من 600 مليم للحارة) بالإضافة إلى التعويل على المنتوج المحلي خلال شهر الصيام والذي سيصل إلى 140 مليون بيضة علما وأن معدل استهلاك تونس من البيض في شهر واحد يبلغ 200 مليون بيضة.
وبالنسبة إلى دجاج اللحم فقد تمّ إلى موفى 18 جوان الجاري تخزين ألف طن من الدجاج وإقرار توريد 430 طنا من هذه المادة فقط لتلبية حاجيات القطاع السياحي.
وبشأن اللّحوم الحمراء أكدت هذه المصادر أنه سيتمّ التعويل بالأساس على الإنتاج المحلي من لحوم الأبقار والضأن لا سيما وأنّ الفترة الفارطة وخاصة في فصل الربيع شهدت ولادات كثيرة للماشية، كما تم الشروع في توريد حوالي 516 طنا من لحوم الأبقار المجمدة و410 أطنان من لحوم الضأن المجمدة وتم جلبها من فرنسا لغرض تلبية احتياجات الموسم السياحي ولتخفيف الضغط على الإنتاج المحلي الذي يرتفع استهلاكه خلال الموسم الصيفي (موسم الأفراح ورمضان).
وتم بالتوازي توريد 120 طنا من اللحوم المبردة وطرها منذ الأسبوع الفارط في السوق المحلية بأسعار مناسبة بغرض تعديل العرض والحفاظ على القدرة الشرائية للفئات الاجتماعية المتواضعة الدخل وتم عرض هذه اللحوم في نقطة البيع بشركة اللحوم والسوق الشعبية بالمرّ(باب الجديد).
وبخصوص المواد الاستهلاكية الأخرى ومنها خاصة الشاي والقهوة والسكر والأرز التي يختص في توريدها الديوان التونسي للتجارة فإن المعطيات المتوفرة تؤكد بأن المخزونات من هذه المواد تفي بالحاجيات الوطنية لأكثر من 3 اشهر.
أما في ما يخص المياه المعدنية فقد تم لأول مرة الاتفاق على تكوين مخزونات من هذا المنتوج وتفادي ما حصل في الصائفة الماضية لمّا تم تسجيل تجاوزات على مستوى التهريب إلى ليبيا ممّا أدى إلى فقدان المياه المعدنية وحصول اضطرابات كبيرة في السوق.
وتم هذه السنة الاتفاق مع المُصنّعين والمُعلّبين على تخصيص كميات هامة تفي بالحاجيات خاصة لرمضان لا سيما وأن التوقعات تشير إلى إمكانية أن يصل معدل استهلاك المياه المعدنية في تونس خلال شهر رمضان إلى ما بين 100 و120 لتر من المياه المعدينة.
وتم أيضا إفراد نصيب هام لمادة يتم استهلاكها خلال فترة عيد الفطر في تونس الكبرى وصفاقس وبعض جهات الجنوب وهي سمك "الباكالاو" الذي يتم استهلاكه بكميات كبيرة إذ تم إقرار توريد 100 طن من النرويج.
وتفيد إحصائيات وزارة التجارة أن الاستهلاك في رمضان يرتفع بنسبة تتراوح بين 10 و15 % بالمقارنة مع الأشهر العادي للسنة وهو ما يستدعي استنفار مختلف مصالح الوزارة بمعية الوزارات الأخرى المتدخلة من أجل إنجاح هذه الموسم الاستهلاكي الكبير والضخم والذي يتم خلاله ضخ موارد مالية طائلة خاصة من طرف المستهلك التونسي.
|
مهدي الزغلامي |