خفايا إخراج رفات اللاعب الدولي محمد علي عقيد بعد 33 سنة

علمت جريدة «الصباح» أن حاكم التحقيق بالمكتب الأول بابتدائية صفاقس والسلط والأمنية أشرفت في حدود الساعة الخامسة من فجر أمس الثلاثاء على إخراج رفات اللاعب الدولي التونسي الراحل محمد علي عقيد بعد أكثر من 33 سنة من مواراته الثرى بمقبرة البدراني بصفاقس مسقط رأسه،..



خفايا إخراج رفات اللاعب الدولي محمد علي عقيد بعد 33 سنة

 

علمت جريدة  «الصباح» أن حاكم التحقيق بالمكتب الأول بابتدائية صفاقس والسلط والأمنية أشرفت في حدود الساعة الخامسة من فجر أمس الثلاثاء على إخراج رفات اللاعب الدولي التونسي الراحل محمد علي عقيد بعد أكثر من 33 سنة من مواراته الثرى بمقبرة البدراني بصفاقس مسقط رأسه،


بحضور أفراد عائلته وقد تم نقل الرفات وسط إجراءات أمنية مشددة إلى مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة لفحصها وإجراء التحاليل المخبرية قصد تحديد أسباب الوفاة بعد الغموض الذي رافق ملابسات وفاة عقيد في السعودية وتعدد الإشاعات ومنع عائلته من فتح الصندوق وإلقاء النظرة الأخيرة على رفاته، كما يرجح أن يتم إخراج رفات والدة عقيد وإخضاع ابنيه لتحليل الحامض النووي (ADN ) لتحديد هوية صاحب الرفات والتأكد إن كان فعلا لعقيد أو لا.

وكان محمد علي عقيد قد أبرم يوم 24 جوان 1978 عقدا مع نادي الرياض السعودي الذي يدربه حينها التونسي عمار النحالي قيمته 14 ألف دينار إضافة إلى مرتب شهري قدره 500 دينار ولكن بعد نحو عشرة أشهر توفي صاحب الرأس الذهبية في ظروف مسترابة قيل أن الموت داهمه مساء يوم 11 أفريل 1979 عندما كان نادي الرياض يجري حصّـته التدريبية، إذ أصيب بصاعقة وهو في الميدان فسقط بلا حراك تحت نظر مدرّبه المرحوم عمار النحّالي الذي احتضنه بين يديه.

الموت المفاجئ لعقيد قوبل بالتشكيك من قبل البعض فيما شكك البعض الآخر في أسباب الوفاة.. أما مدربه النحّالي فقد تحدّث قبل وفاته منذ سنوات لمجلة تونسية عن وفاة عقيد ذاكرا تفاصيل دقيقة، إذ قال:«وفاة عقيد لا علاقة لها بما أشيع من قبل عن تعرّضه لعمليّة استهداف، فالمسألة واضحة وضوح الشمس والكلّ يعلم أنّ الصّاعقة هي التي أودت بحياته… أتذكر يومها أننا كنا نجري التمارين استعدادا لمواجهة نادي الهلال بملعب نادي الجيش وهو الملعب الوحيد المعشب وعلى الطريقة الطبيعية في السّعودية، فيما قامت عاصفة مسبوقة ببعض الأمطار القليلة وهي عواصف نادرة هناك، تلاها البرق والرّعد الذي صمّ أذاننا حتى أننا لم نكن نعي شيئا، فأنا شخصيّا كلّ ما أتذكره أنني أفقت من إغمائي متثاقلا فوجدت نفسي ملقى على الأرض وهو شأن كلّ اللاّعبين والإطار المسيّر الذي كان معي بعدها بدأنا بالنهوض الواحد تلو الآخر باستثناء محمد علي عقيد الذي ظلّ ملازما لمكانه.. لم يتبادر إلى ذهني سوى أمر وحيد هو أنه كان مغمى عليه لا أكثر ولا أقلّ لكن المفاجأة التي اصطدمت بها كانت أكبر من ذلك بكثير».

وأضاف النحالي: «هممت نحو عقيد لأرفعه وأتثـبّت من سبب إغمائه، لكنني ذهلت لهول ما رأيت، لقد كان محمد علي جثة هامدة، تحمل جرحا عموديا غائرا امتدّ من رقبته ليشقّ جسده كاملا إلى أسفل الرّجل دون أثر للدّماء، كان المشهد مفزعا لم أكن أدري ما أفعله، حملته صحبة بعض اللاّعبين إلى مستشفى الجيش الذي كان قريبا منا بعد أن أصبح جسمه يميل إلى السّواد من شدّة الاحتراق».

القلادة الذهبية!

وذكر النحّالي:«عندما نقلنا محمد علي عقيد إلى المستشفى كان وقتها قد فارق الحياة منذ سقط على الأرض بعد أن ضربته الصّاعقة.. القدر اختار عقيد من بين الجميع بمن فيهم أنا الذي كنت على بعد حوالي 3 أمتار منه لكنّ القلادة الذهبية التي كان يلبسها هي التي لعبت دور الحسم وجذبت إليها صاعقة بلغت قوّتها 5 ميغاوات وهو ما أكده الطبيب السّعودي الذي عاين حالة الوفاة في مستشفى الجيش».

عقيد وابنة الأمير

وعن الإشاعات التي رافقت وفاة عقيد، يقول عمّار النحّالي:«وفاة عقيد كانت طبيعية والكلّ يجب أن يعلم ذلك، فتقارير الأطبّاء واضحة، وكلّ ما قيل عن تعرّضه لعملية استهداف وقتل هي إشاعات مغرضة ولا أساس لها من الصحّة أطلقها البعض لأسباب غير واضحة وخاصة منها ما تعلق بما أشيع حول قتله بسبب اكتشاف وجود علاقة غرامية بينه وبين ابنة أحد الأمراء السعوديين، فجثة محمّد علي عقيد تمّ إيداعها بالصّندوق مرفوقة بتقرير رسمي كما أنّ الصّندوق تمّ قفله بالشمع الأحمر بحضور قنصل تونس وممثلين آخرين عن الدبلوماسية التونسية، وتمّ ذلك بصفة علنيّة ولم يكن هناك ما يدعو للارتياب في أمر حادث وفاته».

العقربي يتحدّث عن الحادثة

يذكر أن اللاعب الدولي السابق حمادي العقربي تحدث عن واقعة وفاة محمد علي عقيد للشقيقة «الصباح الأسبوعي» باعتباره من اللاعبين الذين عايشوا محمد علي عقيد واحترف معه في السعودية فأفاد:« صحيح أن شكوكا عديدة حامت حول ظروف وفاة عقيد (رحمه الله) لكن ما أتذكره جيدا أننا سمعنا في نادي النصر بنزول صاعقة على ملعب نادي الرياض خلال حصة تدريبية وهناك أضرار فتنقلت صحبة عدد من اللاعبين إلى المستشفى وعندها علمنا بوفاة عقيد وأعتقد أن مدربه آنذاك المرحوم عمار النحالي قد صرّح في عديد المناسبات بأنه كان متواجدا في الملعب ومات بين يديه بسبب صاعقة وقد قدمت التفسيرات العلمية والطبية التي تبيّن إصابته بها دون غيره..».

وخلافا لما روّج من شائعات حول تشعّب علاقات المرحوم أكد حمادي العقربي أن عقيد كان منضبطا ومستقرا في حياته وأنه لم يكن حريّا بالبعض ترويج الشائعات لكن ما يزيد في شكوك عائلة محمد علي عقيد هو ما وصفه العقربي بظروف الدفن الغامضة.

هذا ما قالته أرملة عقيد

في شهادتها عن واقعة وفاة زوجها الرّاحل محمد علي عقيد قالت السيدة مامية في تصريح لمجلة تونسية قبل عدة سنوات إن:«آخر مرّة اتصل بي محمد علي كانت يوم 10 أفريل 1979 ليلا في المنزل، وذلك للاطمئنان على العائلة، وبعد تلك المكالمة أحسست بشيء غريب لا سيّما وأنه ألحّ كثيرا على العناية بهادية ورياض.. ويوم 11 أفريل لم يتصل بي ممّا أصابني بالقلق ويوم 12أفريل وعندما كنت أعمل في المستشفى اتصل بي عدد من المسؤولين وأعلموني بأنّ محمد علي عقيد توفي في السعودية بصاعقة فنزل عليّ ذلك نزول الصّاعقة لينقلب مجرى حياتي رأسا على عقب ولأبقى أتحمّل بمفردي مسؤولية ولديّ هادية (6 سنوات) ورياض (3 سنوات)».

المصدر : الصباح

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.