لقد أسفرت الظروف الاجتماعية المتردية في تونس والتي استحال على حكومة “الترويكا” إيجاد مخرج لها مثل انقطاع الكهرباء ومياه الشرب على جزء كبير من الشعب إضافة إلى ارتفاع أكوام القمامة والمزابل المتعفنة في ظهور حالات للكوليرا في منطقة رادس مليان في الفترة الأخيرة…
تونس- ظهور الكوليرا في ظلّ تخاذل الحكومة في رفع القمامة |
لقد أسفرت الظروف الاجتماعية المتردية في تونس والتي استحال على حكومة "الترويكا" إيجاد مخرج لها مثل انقطاع الكهرباء ومياه الشرب على جزء كبير من الشعب إضافة إلى ارتفاع أكوام القمامة والمزابل المتعفنة في ظهور حالات للكوليرا في منطقة رادس مليان في الفترة الأخيرة.
أكوام المزابل المبعثرة هنا وهناك في كل المدن التونسية لا طالما نبّه الأطباء من خطورتها، لكن الحكومة الحالية لم تعرها اهتماما يرتقي إلى درجة انشغالها بالتعيينات الإدارية أو الانتخابات المقبلة، مما أدى إلى اكتشاف ثلاث حالات كوليرا في رادس مليان، أحد الأمراض الخطيرة التي انقرضت منذ القرن 19.
" أين هي الحكومة؟" هذا التساؤل الذي طرحه رئيس الحكومة حمادي الجبالي (من قبل على نفسه) خلال زيارته ضمن حملات التنظيف الدعائية لإحدى المناطق، قد يحيل إلى فشل الحكومة الذريع في حمل البلديات على تنظيف المدن ومنع تكدس الفضلات بشكل لا يليق مع كرامة التونسيين وجمال المدينة.
إذ لم تعد تونس تواجه تحديات البطالة والتنمية في المناطق المحرومة فحسب، وإنما أصبحت ترزح تحت مخاوف تفشي مرض الكوليرا القاتل أمام تخاذل الحكومة ولا مبالاتها في رفع الأكوام الهائلة للقمامة التي باتت تحاصر المدن التونسية وعدم قدرتها على حمل مؤسسات الدولة مثل البلديات على القيام بواجباتها تجاه المواطنين، دافعي الضرائب.
وأمام هذه الانعكاسات الصحية ومخاطرها الاجتماعية تناقضت أطراف وزارة الصحة في تبريرها لهذا الخطر حيث نفت وزارة الصحة في بيان لها تسجيل أي حالة إصابة بجرثومة الكوليرا، في حين أكد مدير إدارة حفظ الصحة وحماية المحيط بوزارة الصحة محمد الرابحي لأحد وسائل الإعلام خبر اكتشاف الكوليرا في محطة تطهير رادس مليان، وهو مرض بكتيري معد عادة ما ينتشر عن طريق الماء.
|
بسام حمدي |