أعلنت مشيخة جامع الزيتونة، أمس الخميس، في مؤتمر صحفي أنها لن تسمح لإمام عينته الحكومة باعتلاء منبر الجامع الذي يعتبر واحدا من أشهر الجوامع في العالم الإسلامي…
حسين العبيدي يهدد بطرد إمام عينته الحكومة بجامع الزيتونة |
أعلنت مشيخة جامع الزيتونة، أمس الخميس، في مؤتمر صحفي أنها لن تسمح لإمام عينته الحكومة باعتلاء منبر الجامع الذي يعتبر واحدا من أشهر الجوامع في العالم الإسلامي.
وقال الشيخ حسين العبيدي وهو بحسب وثائق رسمية استظهر بها "شيخ الجامع الأعظم وفروعه" إنه "لن يعتلي منبر الزيتونة إلا من كان عضوا في مشيخة الجامع الأعظم".
وتابع "الإمام المعين من الحكومة والذي سيأتي في صلاة الجمعة سيطرد لأنه ليس له الحق قانونا في الإمامة هنا".
ولاحظ "ليس للحكومة الحق في تنصيب إمام (..) يخدم السلطة (..) ولا يجب أن يعتلي البندارة (مداحو الأنظمة) منبر الجامع".
وأضاف العبيدي أنه لن يؤم المصلين في صلاة الجمعة وسيفوض كتابيا و"مثلما ينص عليه القانون" أحد أعضاء مشيخة الجامع للإمامة عوضا عنه.
وأوضح أن الأطباء أشاروا عليه بالراحة إثر إصابته بخلع في الكتف بعدما تعرض الجمعة الماضي إلى "اعتداء بالعنف" من الشرطة التي قال إنها "اختطفته" في اليوم نفسه لمنعه من إمامة المصلين بجامع الزيتونة وتمكين الإمام الجديد المعين من الحكومة من اعتلاء منبر الجامع.
وذكر بأنه أقام دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية من أجل "الاختطاف" و"الاعتداء بالعنف".
وقال العبيدي (70 عاما) انه "لم يعامل أبدا مثل هذه المعاملة في وقت (الرئيس الراحل) الحبيب بورقيبة والمخلوع" زين العابدين بن علي.
وأطلع العبيدي الصحايين على وثيقة رسمية تقول إن "جامع الزيتونة مؤسسة إسلامية علمية تربوية مستقلة غير تابعة (..) تتمتع بالشخصية القانونية".
وحملت الوثيقة المؤرخة في 12 ماي 2012 توقيع الشيخ حسين العبيدي بوصفه "شيخ الجامع الأعظم وفروعه" وتوقيعات 3 وزراء في الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة هم وزراء الشؤون الدينية، والتربية، والتعليم العالي والبحث العلمي.
وأعلن الوزراء الثلاثة في بيان مشترك نشروه الأربعاء إن "مشيخة جامعة الزيتونة تابعة قانونيا لرئاسة الحكومة" وأن "إدارة جامع الزيتونة من حيث تعيين الأئمة والمؤذنين وسائر الأعوان وتنظيم المناسبات والدروس العلمية والتوعوية هو من مشمولات وزارة الشؤون الدينية وتحت إشرافها المباشر".
وقال حسين العبيدي "إن أعلن الوزراء الثلاثة أنهم تراجعوا (عما ورد في الوثيقة) فقد نقضوا العهد وأصبحوا أعداء للإسلام وللثقافة الإسلامية".
وتطالب مشيخة جامع الزيتونة باسترداد "الأوقاف" التابعة للجامع والتي انتزعتها السلطات في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة.
وقال حسين العبيدي إن "نصف الأراضي الخصبة في تونس هي أوقاف تابعة لجامع الزيتونة".
ويرجح مراقبون أن تكون مطالبة الجامع باسترداد هذه الأوقاف السبب الرئيسي للخلافات بين مشيخة الزيتونة والحكومة.
|
أ ف ب |