نبض الشارع التونسي: عدم ثقة في الأحزاب وتباين بشأن المشاركة في الانتخابات

أثار الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الراهن في البلاد وما يعشيه من تذبذب وعدم استقرار عديد التساؤلات ونقاط الاستفهام داخل الشارع التونسي حول مستقبل البلاد.

وتنوعت الآراء واختلفت لدى المواطنين بين قال إنّ الأحزاب تخفت وراء حملة انتخابية لغايات سياسية ضيقة وبين رأي يعتبر أن الوضع طبيعي لا سيما أن البلاد في مرحلة انتقالية.

ويقول مهدي بوعافية (عامل يومي) للمصدر إن الأحزاب تنكرت لوعودها الانتخابية خاصة أحزاب الترويكا التي استغلت قلة خبرة الشعب التونسي وقامت بمغالطة المواطنين بوعود لم تتحقق، وفق تعبيره.

من جهته، يقول شمس الدين بن شريفة (أستاذ رياضة) للمصدر إن الوضع طبيعي لا سيما و أن البلاد في مرحلة انتقالية تستوجب المزيد من الصبر ومحاولة تفهم الوضع الاقتصادي للبلاد بعد ثورة أنهكت العديد من الاستثمارات والتعاملات التجارية، داعيا إلى عدم تحميل المسؤولية لجهة واحدة.

وفيما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، تراوحت آراء المستجوبين بين أناس متمسكين بممارسة حقهم في الانتخابات، وبين اشخاص عبروا عن عزوفهم عن الانتخابات

وشدّد جلال بن عبد الله (طالب) على أنه سيشارك في الانتخابات المقبلة، معتبرا أنّ الانتخابات الفارطة قامت على مغالطة حيث جاءت الحملة الانتخابية وكأنّ الانتخابات تشريعية وليست لعضوية المجلس التأسيسي.

بالمقابل، يقول منجي بالرابح (حلاق) للمصدر إنه لا ينوي المشاركة في الانتخابات المقبلة، مبررا ذلك بأنه لا يريد أن يكون طرفا في لعبة سياسية يكون المواطن فيها ضحية، حسب قوله.

من جهته، يقول عبد الحكيم بن صالح (طالب) إن التجاذبات السياسية وتقاسم المناصب أفرز نوعا من الضبابية وعدم الثقة وجعلت المواطن غير قادر على تحديد الحزب القادر على قيادة المرحلة، حسب قوله.

هذا وتساءل عدد من المواطنين عن البديل المطروح للحكومة الحالية ليقنع الشعب ببرامجه الاقتصادية والاجتماعية ويكون وفيا للثورة. وفي الاتجاه، اعتبرت أمنية التليلي (صاحبة محل) أن الحكومة الحالية لم تحقق أهداف الثورة ولم تستجب إلى تطلعات الشعب، لكن "رغم هذا التقصير إلا أنه لم يظهر بعد أي طرف سياسي من شأنه أن يكون البديل لهذه الحكومة".

كما أجمعت بعض المواقف والآراء على أن الأحزاب أصبحت تقتبس من بعضها نفس البرامج الاقتصادية وهو ما صرّح به أكرم نجايمي (عامل بنزل) للمصدر حيث اعتبر أنه بالنسبة له لا فرق بين برنامج حزب أو أخر خاصة وأنّ معظم الأحزاب ركزت في برامجها على وعود انتخابية قصد "التأثير في الشعب".

و اعتبارا لهذه التساؤلات ونقاط الاستفهام في الشارع التونسي فإنه يمكن القول أن المستقبل السياسي في تونس يكتنفه الغموض والحيرة حول مصير البلاد لا سيما و أن الأحزاب تحكمها غايات وأهداف حزبية ضيقة.