عاشت ولاية بنزرت الأيام الأخيرة من شهر رمضان ما لم تعشه بقية الولايات، حيث شهدت في ظرف 3 أيام حادثتين خطيرتين أبطالها أشخاص محسوبين على التيار السلفي أمام عجز من قبل الأمن للتصدي لما حصل
بسبب تزايد الإقبال على التيار.. هل يهدد خطر السلفية ولاية بنزرت؟ |
عاشت ولاية بنزرت الأيام الأخيرة من شهر رمضان ما لم تعشه بقية الولايات، حيث شهدت في ظرف 3 أيام حادثتين خطيرتين أبطالها أشخاص محسوبين على التيار السلفي أمام عجز من قبل الأمن للتصدي لما حصل.
وكانت مدينة منزل بورقيبة قد شهدت منذ 3 أيام حادثة غريبة تمثلت في منع عرض مسرحية "مائة بالمائة حلال" للممثل لطفي العبدلي من قبل عدد كبير من الأشخاص المحسوبين على التيار السلفي بدعوى مسها بالمقدسات، وذلك وسط ذهول الأهالي و المسؤولين هناك ودون أن يتدخل الأمن.
وقد أثارت الحادثة استياء أغلب التونسيين وكذلك الفنانين والمسرحيين باعتبارها تمس من حرية الابداع والفن. وليلة الخميس في بنزرت هاجمت عصابات مسلحة بالسيوف وبالهراوات والعصي والحجارة مكونة من ملتحين محسوبين على التيار السلفي دار شباب ببنزرت المدينة أثناء السهرة الختامية للدورة الثانية لمهرجان الأقصى الذي تنظمه الرابطة التونسية للتسامح يومي 15 و16 أوت 2012، واستدعت لحضوره عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار وعدد من الشخصيات الفلسطينية واللبنانية.
وقد سالت الدماء بغزارة اثر هذا الهجوم بعد تعرض عدد من الحاضرين إلى إصابات بليغة وخطيرة حتمت نقلهم للمستشفى وألغيت السهرة تماما. وقال أحد منظمي السهرة ان الأمن لم يتدخل إلا بعد حوالي ساعة من وقوع الحادثة.
ما جد في كل من مدينتي منزل بورقيبة وبنزرت (ولاية بنزرت) يعيد للأذهان ما حصل ويحصل منذ مدة بجهة سجنان (ولاية بنزرت أيضا) التي يقول كثيرون أن أمورا غريبة تحصل بها على غرار تكاثر عدد المنتمين للتيار السلفي بها بطريقة لافتة للانتباه وتعمدهم القيام بأعمال خارجة عن القانون، وكأنهم بصدد بناء دولة داخل دولة.
كما أنه في مدينة منزل بورقيبة ليست المرة الأولى التي يطفو فيها ملف السلفيين على سطح الاحداث والنقاشات، حيث يقول الأهالي هناك أن عدد المحسوبين على التيار السلفي ارتفع أيضا بشكل لافت للانتباه وأن بعضهم أصبح مصدر ازعاج هناك من خلال تدخلهم في الحياة العامة للناس وتهديدهم للحريات الشخصية على غرار ما يحصل أيضا في سجنان.
في حين يقر آخرون بوجود منتمين للتيار السلفي بهذه المناطق لكن دون أن تصدر عنهم أية أعمال مخلة بالأمن العام. ويطرح كل ما يجري في بعض مدن ولاية بنزرت تساؤلات عديدة حول تنامي ظاهرة السلفيين بهذه الجهة. كما يتحدث كثيرون عن مرونة وأحيانا عن سلبية التعاطي الامني مع السلفيين وهو ما قد يزيد في تشجيعهم كل مرة على ارتكاب اعمال تهدد امن وسلامة المواطنين هناك.
وتوجد مواقف وآراء اخرى تعتبر أن خطر الظاهرة السلفية لا تختص به فقط ولاية بنزرت وأن القول بذلك فيه تهويل للأمور بما أن أغلب ولايات الجمهورية شهدت أحداثا مماثلة طيلة العام الماضي.
ويعبر أهالي بنزرت والمناطق التابعة لها باستمرار عن تخوفهم من أن تصبح مثل هذه الاعتداءات " السلفية " حوادث يومية مميزة لجهة بنزرت ومن أن يكون التعامل الامني معها غير حازم بما قد يتسبب في احداث عنف وجرح وربما قتل. |
وليد بالهادي
|