حصلت تونس التي انطلقت منها الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي على عدد غير مسبوق في تاريخها من الميداليات في دورة لندن الأولمبية
استقبال حافل لأبطال تونس الأولمبيين |
حصلت تونس التي انطلقت منها الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي على عدد غير مسبوق في تاريخها من الميداليات في دورة لندن الأولمبية.
فاز الرياضيون التونسيون بذهبية وبرونزية في السباحة وفضية في منافسات الموانع ييحققوا بذلك مفاجئة غير متوقعة حيث لم تفز تونس في تاريخها مع الدورات الأولمبية الذي بدأ عام 1960 سوى بعشر ميداليات في الإحمالي.
وأصبحت العداءة حبيبة الغريبي أول تونسية تفوز بميدالية في سباقات 3000 متر موانع بحصولها على فضية منافسات السيدات في أولمبياد لندن.
وكانت حبيبة التي تبلغ من العمر 28 عاما قد واجهت انتقادات في بلدها لمشاركتها في المنافسات بزي وصف بأنه غير محتشم. لكن حبيبة قالت خلال تدريب بالمركز الوطني لألعاب القوى في رادس بعد عودتها أن تركيزها يقتصر على الجوانب الإيجابية.
وقالت حبيبة الغريبي "أنا فخورة جدا لأن هذه هي أول مرة تحقق فيها رياضية وامرأة تونسية مثل هذا الإنجاز. أنا أيضا أول رياضية عربية تفوز بميدالية فضية في الالعاب الأولمبية."
وذكرت حبيبة أن الرياضيين من الجنسين في تونس يواجهون مصاعب مالية لكن الحاجة باتت تدعو بعد الإنجازات التي تحققت في لندن إلى قدر أكبر من المساندة الحكومية للرياضة.
وقالت إن الموارد الحالية لقطاع الرياضة لا تكفي لتحقيق الأهداف المرجوة.
وخرج آلاف التونسيين في مسيرة الأسبوع الماضي احتجاجا على ما اعتبروه محاولات للحكومة التونسية التي يقوودها الإسلاميون لتقليص وضع المرأة من خلال الدستور.
وتواجه الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية المعتدلة ضغطا من السلفيين المتشددين الذين يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية ومن الأحزاب العلمانية المعارضة.
وتقول وزارة الشباب والرياضة التونسية إنها تؤيد مشاركة النساء في الرياضة وتدافع عن حريتهن في اختيار زيهن.
وقال طارق دياب وزير الشباب إن النساء في تونس لهن الحرية في اختيار ملابسهن وبالتالي فلا قيود على زي الرياضيات وإنه ما من أحد يستطيع أن يغير ذلك.
كما ذكر أن الوزارة وضعت برنامجا ضخما للسنوات المقبلة لتمويل رياضات السيدات.
وقال دياب إن المساواة كاملة بين الجنسين وإن تونس ليست مستعدة للعودة إلى الوراء فيما يخص حقوق النساء.
ويرى المعلقون الرياضيون أن أداء تونس القوي في الأولمبياد لم يكن مفاجئا.
وكان المدربون قد نفذوا برامج مكثفة لإعادة الرياضيين إلى مستوياتهم السابقة على وجه السرعة في أعقاب الثورة. لكنهم ذكروا أنهم استفادوا من اتساع نطاق الحريات في ظل الديمقراطية بعد الإطاحة بنظام الحكم السابق.
وذكر الصحفي ومحلل الشؤون الرياضة سامي أكريمي أن الرياضيين في العهد السابق كانوا لا يراد لهم الفوز.
وقال "لم تكن ثمة رغبة في السابق في وجود أبطال. كانت تلك هي سياسة الدولة لأن رئيس الجمهورية كان يفترض أن يكون البطل الوحيد هو وعشيرته الملكية من الساسة وأفراد العائلة. تونس بعد الثورة تحتاج إلى المزيد من الأبطال وقصص النجاح في مجال الرياضة. سقط الحاجز السياسي أو ينبغي أن نسفطه. لذا سنتحدث عن أبطال تونسيين في الرياضة في المستقبل. رياضيونا يملكون الإرادة لكن التدريب والموارد هي مشكلتنا الحقيقية."
بدأ بطل السباحة التونسي أسامة الملولي الحصول على ميداليات أولمبية في دورة بكين لكنه ذكر أنه بصدد الاعتزال بعد أن حقق إنجازا غير مسبوق بكونه أول سباح في العالم يحصل على ميداليات في منافسات الأحواض وسباقات المياه المفتوحة.
وفاز الملولي في لندن بذهبية ماراثون عشرة آلاف متر للسباحة وببرونزية 1500 متر حرة في الأحواض.
وقال الملولي "سعادتي بالغة بهذا التحول في مسيرتي. أصبحت الرياضي التونسي الفائز بأكبر عدد من الميداليات في كل الرياضات في تاريخ البلد بميداليتين ذهبيتين في الألعاب الأولمبية و11 أو عشر ميداليات في بطولات العالم من 13 ميدالية وثلاث ميداليات في البطولات الأولمبية. أنا سعيد حقا وأعتقد أنني مستعد لاعتزال الرياضة وسأكون سعيدا بذلك لكننا سنرى أي مساندة سنحصل عليها من بلدنا."
وأضاف "عندما نتحدث عن بطولاتي وعندما نتحدث عن آخرين من أبناء هذا البلد وصلوا إلى هذا المستوى نرى أنها معجزات صغيرة. نحن استثناء في العالم العربي بصفة عامة. لذلك نحاول أن ندفع ذلك الحاجز ونحاول أن نضرب مثالا نأمل أن تحتذيه الأجيال التالية حتى في هذه الظروف الصعبة."
والملولي هو أيضا الرياضي التونسي الوحيد الحاصل على ميداليتين ذهبيتين. |
رويترز
|