انتهى مؤتمر حزب المؤتمر الأحد الماضي وتشكل مكتبه التنفيذي الجديد مسجلا انتصار منصف المرزوقي في الإمساك بتلابيب (أطراف) الحزب الذي أوشك أن يتحول إلى أحد فروع حركة الشيخ راشد الغنوشي… فماهو مدى انتصار المرزوقي وما مدى تحكمه الآن في مستقيل الحزب وإلى أي مدى سوف تترك له النهضة المجال للتحرك في المدى القريب والمتوسط؟ …
المرزوقي يسيطر على “المؤتمر ” ويطلّق “النهضة” بوضوح |
انتهى مؤتمر حزب المؤتمر الأحد الماضي وتشكل مكتبه التنفيذي الجديد مسجلا انتصار منصف المرزوقي في الإمساك بتلابيب (أطراف) الحزب الذي أوشك أن يتحول إلى أحد فروع حركة الشيخ راشد الغنوشي… فماهو مدى انتصار المرزوقي وما مدى تحكمه الآن في مستقيل الحزب وإلى أي مدى سوف تترك له النهضة المجال للتحرك في المدى القريب والمتوسط؟
عودة المرزوقي للواجهة اتخذت أشكالا متعددة بدأت بالرسالة الحادة التي لقيت تجاوب القاعدة في قاعة المؤتمر عبر تصفيقها الحاد للكلمة الرئاسية التي انتقد فيها المرزوقي الحزب الحاكم وانتهت بتصويت المؤتمرين بالإجماع على تولي منصف المرزوقي الرئاسة الشرفية للحزب وضمن المقترح في البيان الختامي للحزب بانتظار موافقة المرزوقي عليه…
وظهرت عودة المرزوقي إلى الحزب من جهة أخرى عبر انتخاب الأعضاء العشرة الجدد للمكتب السياسي من بين 35 مترشحا وفوز المقربين من المرزوقي ومستشاروه في الرئاسة على حساب قدماء مثل سمير بن عمر مثلا… فالمكتب السياسي الجديد وإن ضمّ محمد عبو كأمين عام فإنه شهد أيضا ترشح وليد حدوق المستشار الرئاسي ضده وحصوله على ما لا يقل عن 53 صوتا وفي هذا مؤشر آخر على الحظوة التي لا يزال المرزوقي يتمتع بها في حزبه… وإن ضمّ المكتب السياسي بعض الوزراء مقل حميدان ومعطر والهادي بن عباس فإنه يضم أيضا عماد الدايمي وعزيز كريشان وعدنان منصر وطارق الدخلاوي من مستشاري الرئيس ويضم سهام بادي وعمر الشتوي من النواب المحسوبين على الرئيس أيضا… مما يجعل الرئيس يتمتع بأغلبية مريحة في كل القرارات الهامة التي سيقع اتخاذها والتي سوف تتعلق بالأساس بالانتخابات القادمة وبالعلاقة بحركة النهضة الشريك الصعب في الفترة المتبقية من حياة الترويكا الحاكمة…
ذلك أن جل الملاحظين اعتبروا أن هجمة المرزوقي على شريكه في الحكم ليست سوى إيذانا ببداية الحملة الانتخابية صلب الثالوث الحاكم وإدراك المرزوقي بلا مجال للشك فيه بعد حادثة البغدادي المحمودي أن النهضة لن تتحرج كثيرا من التخلص منه عند الاقتضاء وأن حزبه إن مضى على اصطفافه الكامل مع النهضة فقد لا يبقى منه الشيء الكثير بوم الانتخابات… ومما لا شك فيه اليوم وخاصة يعد الخطاب الأخير أن الحزب الحاكم لن يطمئن للمرزوقي مهما حاول مستشاروه ووزراء الحكومة التلطيف من وقع ما قاله الرئيس المؤقت كما أن حركة النهضة لا بد أن تستبعد من حساباتها تحالفا جديدا مع حزب المؤتمر في كل الحالات مادام المنصف المرزوقي مسيطرا عليه بالنحو الذي هو عليه اليوم على كل الأحوال…
|
علي العيدي بن منصور |