الحوض المنجمي- هل يمرّ الإعلان عن نتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة دون كوارث؟

بعد طول انتظار يكون أهالي الحوض المنجمي بداية من الأربعاء 12 سبتمبر على موعد مع الشروع في الإعلان عن نتائج مناظرة انتداب أعوان التنفيذ بشركة فسفاط قفصة…



الحوض المنجمي- هل يمرّ الإعلان عن نتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة دون كوارث؟

 

بعد طول انتظار يكون أهالي الحوض المنجمي بداية من الأربعاء 12 سبتمبر على موعد مع الشروع في الإعلان عن نتائج  مناظرة انتداب أعوان التنفيذ بشركة فسفاط قفصة.

 

ولم تنف السلطات المركزية والجهوية مخاوفها من إمكانية أن يكون الإعلان عن النتائج متبوعا ببعض الاحتجاجات والانتقادات على غرار ما حصل في المرتين السابقتين بمناسبة الإعلان عن النتائج الأولية لهذه المناظرة.

 

وتهم هذه المناظرة انتداب 2589 عونا موزعين على المظيلة والرديف وأم العرائس والمتلوي. وقد أجريت في أوائل 2011 ثم صدرت نتائج أولى في نوفمبر 2011، لكنها كانت متبوعة باحتجاجات كبرى وأجواء متوترة في مناطق الحوض المنجمي بعد شكوك حول وجود اخلالات وتلاعب بالنتائج.

 

ثم بادرت الحكومة إلى تصحيح هذه النتائج تجسيما للعدالة والشفافية بين كل المترشحين وأذنت بمراجعتها وكونت للغرض لجان فرز وتدقيق للتثبت في نتائجها.

 

وبعد ذلك صدرت في أفريل 2012 نتائج  أخرى قالت وزارة الصناعة وشركة فسفاط قفصة أنها أولية وفتحت باب الطعون فيها. لكن ذلك لم يمنع أيضا من حصول حالة احتقان وأعمال شغب بالجهة.

 

ويخاف كثيرون من أن تتجدد حالة الاحتقان بالجهة إثر الإعلان للمرة الثالثة على نتائج هذه المناظرة خلال شهر سبتمبر الجاري.

 

وكان وزير الصناعة قد أكد الاثنين بمناسبة ندوة صحفية أن كافة السلطات بذلت كل ما في وسعها من أجل أن تكون النتائج هذه المرة شفافة ونزيهة، حيث تم على الامتداد الأشهر الأربعة الماضية التدقيق في النتائج وفي البيانات والمعلومات الخاصة بكل مترشح بناء على مقاييس علمية تم ضبطها للغرض.

 

وقد تم الاستنجاد في هذا الإطار بمنظومات إعلامية متطورة يقع العمل بها عادة عند تنظيم الامتحانات الوطنية من قبل وزارة التربية، وهي منظومة لا تترك أي مجال للتشكيك في وجود خرق للمقاييس والشروط المعمول بها.

 

واكد الوزير أن تطبيق هذه المنظومة والعمل الدقيق الذي قامت به اللجان المختصة أدى إلى إبطال جانب من النتائج الأولية لهذه المناظرة  بمعتمديات الحوض المنجمي الأربعة  التي تم التصريح بها في فيفري.

 

حيث وقع إلغاء نجاح كثيرين  بالجهات الأربعة للحوض المنجمي بعد أن ثبت عدم توفر الشروط المطلوبة فيهم، على غرار المظيلة التي وقع فيها إبطال نجاح 94 مترشحا وتعويضهم بآخرين من قائمة الانتظار أو من الذين ملفاتهم منقوصة من بعض الوثائق.

 

ورغم أن إلغاء نجاح البعض كان بناء على عمل علمي دقيق وشفاف ، إلا أن ملاحظين يرون ان ذلك سيكون له وقع نفسي كبير على  المُتخلى عنهم بعد أن سبق لهم أن عاشوا فرحة النجاح  في المناظرة سابقا ، وقد لا يتفهموا ذلك و يحاولون الاحتجاج على تنحية أسمائهم من قوائم الناجحين.

 

ومرة أخرى ستجد الحكومة  نفسها مطالبة ببذل جهود كبرى من اجل امتصاص حالة الاحتقان التي من المنتظر أن تعيشها منطقة الحوض المنجمي بمناسبة الإعلان عن نتائج هذه المناظرة في المعتمديات الأربعة تباعا.

 

ومهما يكن من أمر فان أبناء جهات الحوض المنجمي مطالبين اليوم أكثر من أي وقت مضى بالهدوء وبالالتفاف حول  مصلحة منطقتهم وذلك عبر الكف عن الاعتصامات والاحتجاجات التي تزيد في تأخير مسار التنمية بالجهة.

 

كما عليهم تفهم نتائج  المناظرات التي يقع تنظيمها هناك وترك شركة فسفاط قفصة تعمل حتى تكون قادرة في كل مرة على تنظيم المزيد من المناظرات وتنتدب أقصى ما يمكن من أبناء الجهة.

ويبقى الأمل معلقا في جانب كبير منه على مكونات المجتمع المدني والنخبة السياسية والفكرية من أجل العمل على تهدئة الأجواء هناك حتى لا يتكرر ما حصل في المرتين السابقتين بمناسبة الإعلان عن نتائج هذه المناظرة.

 

وليد بالهادي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.