قال ملاحظون إن الحوار التلفزي لرئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي، الذي وقع بثه ليلة البارحة، لم يرتق إلى مستوى انتظارات التونسيين المتشوقين اليوم إلى قرارات تطمئن القلوب لما آلت إليه الأوضاع في البلاد…
حوار الجبالي: استياء من المُحاوِرْ والمُحاوَرْ!!! |
قال ملاحظون إن الحوار التلفزي لرئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي، الذي وقع بثه ليلة البارحة، لم يرتق إلى مستوى انتظارات التونسيين المتشوقين اليوم إلى قرارات تطمئن القلوب لما آلت إليه الأوضاع في البلاد.
فجُلّ التونسيين، من مواطنين عاديين وسياسيين وحقوقيين وأحزاب ورجال أعمال ورياضيين وغيرهم كانوا ينتظرون أن يتم الإعلان ليلة البارحة من قبل رئيس الحكومة عن قرارات جريئة توضح الغموض السائد حاليا حول الوضع العام بالبلاد وحول الفترة القادمة وحول المواعيد المنتظرة على الصعيد السياسي.
والجميع كان ينتظر من الجبالي أن يتكلم بطريقة مباشرة بعيدة عن العُموميات وعن رمي الورود على حكومته وأن يعترف بالنقائص وبتقصير بعض الوزراء في أداء مهامهم وعن النية في إجراء تحوير وزاري وتحويرات أخرى على رؤوس عدة هياكل ومؤسسات.
والجميع كان ينتظر منه أن يوضّح بالضبط حقيقة أحداث العنف التي تعيشها البلاد منذ أشهر والتي تنامت بشكل ملحوظ في المدة الأخيرة. والجميع كان ينتظر من الجبالي أن يُحدد موقف حكومته من الظاهرة السلفية ومن حقيقة الوضع الأمني، لكن أيّ من هذا لم يحصل.
واعتبروا أن كلام حمادي الجبالي جاء كالعادة سطحيا وعموميا وفضفاضا وخاليا من الحقيقة وخاليا خاصة من الإعلان عن قرارات جريئة غير متوقعة في ظلّ حالة القلق والخوف من المستقبل التي يعيشها أغلب التونسيين خاصة في هذه الفترة الحساسة للغاية.
وبقدر الاستياء من كلام الجبالي، فإن حالة استياء أخرى أصابت المشاهدين والملاحظين من تفاعل الصحفيين الثلاثة الذين حاوروا رئيس الحكومة.
فقد اتّهمهم الملاحظون بمجاملة الجبالي عند إلقاء الأسئلة عليه وبعدم إحراجه بأسئلة حارقة قد تساعد على اقتلاع بعض الحقائق منه واتّهموهم أيضا بالإطالة في إلقاء الأسئلة، مما جعل المدّة التي تكلموا خلالها عند إلقاء أسئلتهم أطول من المدّة التي تكلم فيها الجبالي عند الإجابة.
فأغلب أسئلة الصحفيين الثلاثة كانت على شاكلة تحاليل سياسية وإبداء رأي في الوضع العام ولم تكن مباشرة وواضحة وكانت فضفاضة ولم تستهدف مواضيع محددة ودقيقة، فضلا عن لجوء ثلاثتهم إلى إلقاء أكثر من سؤال داخل السؤال الواحد.
وهذه الطريقة في إلقاء الأسئلة سهلت على حمادي الجبالي مراوغة مُحاوريه باعتبار أن الأسئلة كانت فضفاضة فكانت إجاباته بدورها فضفاضة إضافة إلى غض النظر عن أغلب التساؤلات المطروحة.
ويرى الملاحظون أنه على رئاسة الحكومة أن تفكر في طريقة أخرى لتطوير الظهور التلفزي لرئيس الحكومة، من ذلك مثلا الاعتماد على صيغة البث المباشر والاعتماد على صحفيين يقع اختيارهم على أسس موضوعية وليس حسب قدرتهم على المجاملة واللطف عند إلقاء الأسئلة.
وبالنسبة لحمادي الجبالي فإنه مطالب أيضا في مثل هذه اللقاءات أن يبتعد أقصى ما يمكن عن الكلام الفضفاض وعن المدح الذاتي لعمل الحكومة لأن التونسيون سئموا ذلك منذ الخطابات الأخيرة للرئيس المخلوع.
|
وليد بالهادي |