تتواصل معاناة ومتاعب الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) فبعد حصول انقطاعات في التيار الكهربائي خلال الصائفة الأخيرة على العديد من المناطق والمواطنين إلى جانب تبعات الترفيع في تسعيرة الكهرباء والغاز ما نجم عنها من تذمر من الحرفاء علاوة على العجز المالي الكبير الذي تتخبط في الشركة، لا تزال تعاني الستاغ من معضلة كبيرة لم تجد لها حلاّ جذريا تتمثل بالأساس في تفاقم ظاهرة سرقة الكوابل الكهربائية…
سرقة 132 كلم من الأسلاك الكهربائية من شبكة الستاغ خلال النصف الأول من 2012 |
تتواصل معاناة ومتاعب الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) فبعد حصول انقطاعات في التيار الكهربائي خلال الصائفة الأخيرة على العديد من المناطق والمواطنين إلى جانب تبعات الترفيع في تسعيرة الكهرباء والغاز ما نجم عنها من تذمر من الحرفاء علاوة على العجز المالي الكبير الذي تتخبط في الشركة، لا تزال تعاني الستاغ من معضلة كبيرة لم تجد لها حلاّ جذريا تتمثل بالأساس في تفاقم ظاهرة سرقة الكوابل الكهربائية.
ووفق المعطيات المستقاة من الشركة بلغت قيمة هذه السرقات خلال السداسي الأول من هذا العام 450 ألف دينار بارتفاع بنسبة 14% مقارنة مع الخسائر المسجلة خلال نفس الفترة من السنة المنقضية، بعد أن تم الاستيلاء على ما يقارب 132 كلم من الأسلاك الكهربائية بارتفاع بنسبة 20% في الفترة ذاتها مت العام الفارط.
وتتوزّع الخسائر والأسلاك الكهربائية المصنوعة أساسا من النحاس، هذه المادة الثمينة والمطلوبة كثيرا في السوق الداخلية والخارجية (التهريب) على العديد من جهات البلاد إذ احتلت جهة الوسط (وتضم أقاليم المهدية وسوسة المدينة وسوسة الشمالية و المكنين و القيروان) المرتبة الأولى من حيث الجهات الأكثر تضررا فقد قُدّر طول الكوابل المسروقة بهذه الجهة بحوالي 31 كلم بقيمة قاربت 127 ألف دينار.
وجاءت جهة الشمال الغربي (وتضمّ أقاليم باجة وسليانة وجندوبة و الكاف) في المرتبة الثانية حيث تجاوزت قيمة المسروقات 124 ألف دينار بعد أن تم نهب حوالي 42 كلم من الكوابل واستأثر إقليم باجة النصيب الأوفر من المسروقات بنحو 19 كلم.
وعرفت جهة الجنوب بدورها سطوا على الممتلكات العمومية من الشبكة الكهربائية إذ تعرضت أقاليم قابس و قبلي وتطاوين وجربة وجرجيس إلى سرقة حوالي 23 كلم من الكوابل بقيمة في حدود 99 ألف دينار، وفي السياق ذاته شمل هذا النوع الجديد من السرقات جهة الشمال التي تضم أقاليم بنزرت و زغوان ومنزل بورقيبة و نابل ومنزل تميم حيث بلغت المسروقات من الأسلاك الكهربائية 53 ألف دينار بعد أن تم الاستيلاء على 19 كلم من الكوابل.
وبالمسبة إلى تونس الكبرى التي تضم أقاليم أريانة والكرم وباردو ومنوبة والزهراء والمروج فقد كانت وطأة السرقة أقل حدّة حيث قُدرت قيمة المسروقات ب 18 ألف دينار وسرقة 1 كلم من الأسلاك النحاسية.
وبالمقابل لم تتضرّر جهة صفاقس بهذه الظاهرة بشكل مفزع حيث لم تتجاوز قيمة المسروقات 6 ألاف دينار.
وأفاد مصدر من الستاغ أن هذه الظاهرة المقلقة والمحُيّرة وبالتوازي مع ما تتسبب فيه من خسائر بملايين الدينارات على امتداد السنوات الأخيرة وتفاقمت بعد الثورة، فإنها كانت من أبرز أسباب تواتر الانقطاعات الكهربائية التي تحصل من وقت لآخر والتي يعتقد الحريف أنها تعود إلى خلل في الشبكة.
وتعكس طريقة السطو على الأسلاك الكهربائية طابع الحرفية الكبيرة في السرقة، إذ يتم هذا النوع من العمليات بصفة منظمة وبطرق فنية مدروسة لطبيعة ولنوعية التيار الكهربائي الذي يكون عادة من الجهد المتوسط والمنخفض، وتتم أغلب السرقات خلال الليل حتى لا يشعر المتساكنون بانقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي.
|
مهدي الزغلامي |