منذ شهر وتحديدا يوم 14 سبتمبر 2012، هاجمت مجموعة عنيفة من المتطرفين السفارة والمدرسة الأمريكيتين بتونس. لقد عرضت هذه الهجومات العنيفة حياة الموظفين الأمريكيين والتونسيين الذين كانوا داخل السفارة للخطر
بعد شهر من أحداث السفارة.. السفير الأمريكي بتونس يوجه رسالة |
منذ شهر وتحديدا يوم 14 سبتمبر 2012، هاجمت مجموعة عنيفة من المتطرفين السفارة والمدرسة الأمريكيتين بتونس. لقد عرضت هذه الهجومات العنيفة حياة الموظفين الأمريكيين والتونسيين الذين كانوا داخل السفارة للخطر.
إن المهاجمين ألحقوا أضرار تقدر بملايين الدولارات بمجمع السفارة وأحرقوا أكثر من مائة سيارة جلها لموظفي السفارة التونسيين. كما دمّروا ممتلكات خاصّة في محيط السفارة.
في المدرسة الأمريكية بتونس, المهاجمون دمّروا ونهبوا وأحرقوا كتب وأدوات موسيقية وحواسيب كانت تستخدم لتعليم عقول شابة من أكثر من 70 دولة. لكن المهاجمين لم يفلحوا في تخريب الروابط القوية بين الأمريكيين والتونسيين والتزام الولايات المتحدة بدعم انتقال تونس من الدكتاتورية الظالمة إلى الديمقراطية الحرّة المتسامحة، التي تقدّم الأمن والفرص الإقتصادية والحرية لكلّ من يعتبر تونس بيته.
لقد استمرت العلاقات الديبلوماسية والأعمال والتبادل بين دولتينا دون انقطاع لأكثر من 200 سنة وإنه لمن المهم أكثر من أي وقت مضى أن يستمر هذا التعاون في المستقبل.
لقد تأثرت شخصيا برسالة الدعم التي أرستلها مجموعة من الطلبة بصفاقس والذين يدرسون اللغة الإنجليزية من خلال البرنامج الأمريكي للمنح الدراسية. هذا البرنامج الذي يستفيد منه أكثر من 800 شاب تونسي يساعد على فتح أبواب الفرص التعليمية والمهنية للأجيال القادمة من القادة التونسيين.
إن شراكتنا المتواصلة قد تجلت أيضا في مراسم التخرج التي عقدت الأسبوع الماضي لـ 24 شابة وشاب تونسي حصلوا على تدريب مهني من خلال برنامج مشترك بين منظمة أمريكية غير حكومية وشركة دولية عاملة في تونس. وقد حصل المتخرجين على وظائف في هذه الشركة التي توسع أعمالها في تونس.
إنني فخور بهذا التاريخ الطويل من الشراكة، ولكن استمرار التعاون والاستثمار في تونس يتطلب وجود بيئة عمل آمنة ومأمونة. من واجبات الحكومة التونسية توفير الأمن لمواطنيها وضيوفها – وأدعو الحكومة التونسية لإنجاز تحقيقاتها وتقديم الجناة ومدبري هذا الهجوم إلى العدالة. وأتطلع أيضا إلى الشعب التونسي في التحدث علنا عن العنف والإرهاب والقيام بدور فعال في صياغة المستقبل الذي يستحقه بجدارة.
في لقاءاتي مع التونسيين ومن خلال عدد لا يحصى من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والرسائل التي تلقيتها منذ 14 سبتمبر، اطمأننت لرؤية كيف تمت أدانة أعمال العنف تلك بشدة ، وسرّرت بعروض الدعم السخية من التونسيين من جميع الخلفيات لإعادة بناء المدرسة الأمريكية بتونس والمساعدة على مواصلة التعاون بين دولتينا. أنها حقا لأصوات أولئك التونسيين الذين قدموا استنكارهم الواضح للعنف وتأييدهم القويّ لتحقيق السلام والاعتدال والتسامح مما سيبرهن بوضوح للعالم أن أحداث 14 سبتمبر لا تمثل قيم الشعب التونسي.
كما قالت وزيرة الخارجية كلينتون: "بنيت علاقتنا حول مبادئ مشتركة بين جميع الديمقراطيات- من الالتزام باللاعنف، إلى التسامح، والإدماج للجميع، والتمسك بسيادة القانون. الشعب التونسي قد وضع نفسه بشجاعة على طريق الديمقراطية. كانوا أول الثورات العربية وقد حققوا تقدما مهما في فترة وجيزة. فقد عملوا وضحوا كثيرا على مدى سنوات عديدة بحيث يصعب عليهم رؤية التقدم الذي أحرزوه مخطوفا أو خارجا عن مساره بسبب المتطرفين ذوي الأجندات الخاصة.
تتمتع شعوب وحكومات الولايات المتحدة الأمريكية وتونس بأكثر من 200 سنة من الصداقة والتعاون، وكما أعلن السفير الأمريكي في تونس، أؤكد لكم أننا لن نسمح للأفعال التي لا معنى لها من الإرهابيين والمجرمين بعرقلة التزامنا بمواصلة وتعميق العلاقة بين دولتينا". |
السفير الأمريكي جاكوب والس
|