فوجئ التونسيون ليلة البارحة بشاب محسوب على التيار السلفي من منطقة دوار هيشر يتحدث على المباشر عبر قناة “التونسية” بلهجة حادّة ويشتم النهضة ويتوعد وزير الداخلية علي العريض (الحاضر في الأستوديو)، داعيا إلى الجهاد وملوّحا بكفن أحضره بجانبه…
على التونسية في المباشر: سلفي يلوّح بكفنه ويتوعّد علي العريض وحركة النهضة!!! |
فوجئ التونسيون ليلة البارحة بشاب محسوب على التيار السلفي من منطقة دوار هيشر يتحدث على المباشر عبر قناة "التونسية" بلهجة حادّة ويشتم النهضة ويتوعد وزير الداخلية علي العريض (الحاضر في الأستوديو)، داعيا إلى الجهاد وملوّحا بكفن أحضره بجانبه.
وقال الشاب المذكور واسمه نصر الدين العلوي أنه قد وقع تعيينه من قبل المصلين إماما بجامع النور بدوار هيشر خلفا للإمام السابق، الذي قيل أنه قُتل برصاص البوليس في مواجهات ليلة الثلاثاء بين أعوان الأمن ومجموعة محسوبة على التيار السلفي.
وتحدث العلوي في ربط مباشر من دوار هيشر عبر البرنامج المباشر "التاسعة مساء" على قناة التونسية الذي عاد بعد غياب دام أكثر من شهرين، وكان حاضرا في الأستوديو وزير الداخلية علي العريض ووزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو.
وبدأ الشاب المذكور حديثه بلهجة حادّة عبر فيها عن أسفه لوفاة رفيقيه في أحداث دوار هيشر برصاص البوليس ثم انتقد بشدة الحكومة على سياستها القمعية تجاه السلفيين قائلا أنها تأتمر بأوامر الولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال.
وقد انتقد بوجه الخصوص وزارة الداخلية ووجه كلامه لعلي العريض الحاضر في الأستوديو، قائلا له "نعم أنا مُحرض" (على القتال). وأضاف أن التحريض هو اقتداء بقول الله تعالى " وحرض المؤمنين فعسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ".
ثمّ قال بلهجة حادّة ملوحا بقطعة قماش بيضاء بيده، قائلا "لقد أعددت كفني من هذا اليوم بعد أن قُتل هذين الشهيدين وأدعو كل شباب تيار الصحوة الإسلامية إلى أن يُعدوا أكفانهم لأن حركة النهضة وعديد الأحزاب السياسية تريد أن تنجز انتخابات جديدة على أنقاض وجثث التيار السلفي".
وقد اضطر مقدّم البرنامج معز بن غربية إلى قطع الاتصال بالشاب المذكور بعد أن أثار كلامه امتعاض الحضور (وكل المشاهدين) باعتباره تحريضا على الفتنة ودعوة للعنف والقتل.
وكان الشاب قد حاول في بداية التهجم لفظيا على وزير الداخلية مُحملا إياه شخصيا مسؤولية قتل شابين في دوار هيشر واعتبر أن الحكومة ووزارة الداخلية والنهضة كلهم كفارا ولا بد من محاربتهم. لكن مقدم البرنامج طلب منه عدم التهجم على الأشخاص .
كما توعّد، موجها كلامه لعلي العريض، بردّ عنيف على كل ما حصل من اعتداءات للأمن على التيار السلفي.
وقد أدخل كلام الشاب المذكور الرعب والخوف على عديد التونسيين مما شاهدوا البرنامج باعتباره أظهر الجانب الحقيقي (العنيف والمتطرف والمتشدد) لهؤلاء المحسوبين على التيار السلفي عند تعاملهم مع كل من يخالفهم الرأي أو يُحاول صدهم عن أفعالهم العنيفة.
وتراوحت ردود الفعل حول كلام هذا الشاب لكن أغلبها كان نحو الامتعاض والرفض، بما في ذلك ردود أفعال المنتمين لحركة النهضة ولمجموعة من السلفيين بمنطقة دوار هيشر الذين استغربوا كيف يتكلم نصر الدين العلوي باسمهم وكيف ينطق بذلك الكلام .
كما تراوحت ردود الأفعال حول سماح البرنامج لهذا الشاب بالتدخل في المباشر على مرأى ومسمع ملايين المشاهدين. وقال كثيرون أنه ما كان على معز بن غربية أن يمرر كلاما كهذا في المباشر و كان عليه أن يكون حذرا أو على الأقل أن يكون دقيقا في اختيار من يمثل التيار السلفي بدوار هيشر.
واعتبروا أنه لا شيء يبرر تمرير خطاب يُحرض على العنف والقتل ويتحدث بلغة "الكفن" والجهاد إلى حد الموت.
ورغم محاولات بن غربية تبرير ذلك بأنه يدخل في إطار حق الردّ وإتاحة الكلمة لكل التيارات الفكرية والسياسية للتعبير والتوضيح، وبأن كلام الشاب السلفي فاجأ الجميع على المباشر بمن في ذلك العاملين في البرنامج، إلا أن ذلك لم ينفع في التقليص من حدة اللوم عليه من أجل ما حصل.
|
وليد بالهادي |