وفق شهادات عديد المواطنين التي رصدها المصدر خلال تنقله الخميس إلى مدينة سليانة فإن عديد التجاوزات الأمنية تمّت ممارستها بحق الأهالي، الذين أظهروا إصرارا كبيرا على إقالة الوالي، بسبب فشله في إحداث أيّ مشاريع تنموية بالجهة الفقيرة، وفق قولهم…
أهالي سليانة للمصدر: يضربنوننا بالرش كالحيوانات وأحد عناصر الأمن نزع سرواله أمامنا!!! (بالصور) |
وفق شهادات عديد المواطنين التي رصدها المصدر خلال تنقله الخميس إلى مدينة سليانة فإن عديد التجاوزات الأمنية تمّت ممارستها بحق الأهالي، الذين أظهروا إصرارا كبيرا على إقالة الوالي، بسبب فشله في إحداث أيّ مشاريع تنموية بالجهة الفقيرة، وفق قولهم.
أبرز هذه الشهادات جاءت على لسان جرحى أصيبوا برصاص الرش المحظور الذي أمر وزير الداخلية علي العريض باستخدامه ضدّ المتظاهرين لأول مرّة في تاريخ تونس مع حكومة يهيمن عليها حزب إسلامي يتّهمه معارضون بالقيام بأعمال إجرامية في الماضي.
شهاب بوناب هو شاب يبلغ من العمر 21 سنة يدرس في مركز للإعلامية ويقول إنه كان يشاهد الاحتجاج أمام مقر الولاية لكن أعوان الأمن الذين فتحوا الرصاص على المتظاهرين أصابوه بالرش في فخذه الأيسر وهو يرقد حاليا بالمستشفى الجهوي بسليانة والآلام تنخر عظامه ولحمه.
بلال البياري هو أيضا شاب صغير يبلغ من العمر 18 سنة وجدناه تحت رعاية الممرضين والأطباء بسليانة يتلقى العلاج والإسعاف في وضع نفسي متدهور جراء إصابته بحبات الرش المؤلمة والخطيرة على مستوى خده الأيسر ويده اليسرى.
ويقول هاذين الشابين للمصدر إنّ عناصر الأمن أطلقوا وابلا من قنابل الغاز والرش على المتظاهرين في محاولة منهم لتفريق المسيرة السلمية التي تطالب بإقالة الوالي بوحشية وعنف مفرط فيه.
وقد عاين بنفسه المصدر الكم الهائل من قنابل الغاز أمريكية الصنع وحبات الرش التي تختلف أحجامها ومنها ما هو قادر على القتل والتسبب في عاهات بصرية وفي إعاقات إذا بلغت الحبات مستوى العظام.
ويقول حمزة رفيضة وهو ناظر عام بالمستشفى الجهوي بسليانة للمصدر إنّ المصابين بالرش كانت لديهم تعفنات جراحية واضحة، معبرا عن مخاوفه من إصابة بعض المواطنين بفقدان البصر إذا بلغت حبات الرش مستوى القرنية.
من جانبه يقول سامي قدادة ناظر عام بالمستشفى إنّ الأطباء والممرضين تعاملوا لأول مرّة مع حالات الرش المتفاوتة الخطورة، مشيرا إلى أنه وقع إرسال 17 حالة إلى مستشفى العيون الهادي رايس بالعاصمة بسبب حالتهم الخطيرة بعد إصابتهم بالرش على مستوى العين.
وبالنسبة إلى الشابين شهاب بوناب وبلال البياري لا يوجد أي مبرر لإطلاق رصاص الرش بتلك الكثافة على المتظاهرين الذين أرادوا التعبير بطريقة سلمية عن رفضهم للوالي، وكأن قوات الأمن كانت تتدرب على إطلاق هذا السلاح، وفق قولهما.
وأكد هذين الشابين أنّ أحد عناصر الأمن قام بنزع سرواله أمام مقر الولاية على مرأى ومسمع من أهالي سليانة مرددا ألفظا نابية، موضحان للمصدر إنه كان بذلك ينصب كمينا للمتظاهرين باعتبار أن "زميله" كان مختبئا وراء حائط وبيده سلاح الرش وقام بإطلاق النار على المتظارهين الذين تقدموا صوب عون الأمن، وفق قولهما.
نفس هذه الشهادة التقطها المصدر مع العديد من أهالي سليانة وهو ما قد يعزز صحة هذه الرواية. وتقول زكية الفالح التي تطالب بإطلاق سراح أخيها المعتقل منذ أكثر من عام ونصف دون أن تعين له جلسة ودون اية محاكمة، إنها شاهدت بعينها كيف قام أحد عناصر الأمن بنزع ثيابه والتلفظ بكلام بذيء أمام مقر الولاية على مرأى ومسمع من أهالي سليانة المتظاهرين.
ويقول الشاب أنيس بن سعيد (29 سنة) وهو عاطل عن العمل منذ قرابة عقد كامل إن أهالي سليانة يعانون من الفقر والتهميش وظلم البوليس منذ عقود.
ويقول إنّه لاحظ بعينه طريقة التعامل الوحشية مع المواطنين في سليانة، قائلا للمصدر "إنهم يضربوننا بسلاح الرش الذي يستعمل لصيد الحيوانات… هذه الحكومة التي تدعى الدفاع على الإسلام فقدت شريعتيها بعد هذا الاعتداء الوحشي".
ولا يعلق أهالي سليانة آمالا على تصريحات وزير الداخلية علي العريض أو رئيس الحكومة حمادي الجبالي بفتح تحقيق لمعرفة أسباب الاحتجاج وتداعياته ونتائجه. |
خميس بن بريك |