حقيقة السّلفيّون بسطاء جدّا وعاطفيّون و جلّهم يعتمدون النّقل ولا يحكّمون العقل وبالتّالي تجدهم بسطاء في تفكيرهم و يغلب على تصرّفاتهم الاندفاع العاطفي دون تمحيص أو رويّة و تعقّل، وبالتّالي يسهل التّلاعب بهم ووجيههم من طرف خبثاء السّياسة، ويسهل استغلالهم من طرف استخبارات بعض الدّول العربيّة والأجنبيّة.
..
السّلفيّون بساطة في التّفكير واندفاع عاطفي مفرط |
حقيقة السّلفيّون بسطاء جدّا وعاطفيّون و جلّهم يعتمدون النّقل ولا يحكّمون العقل وبالتّالي تجدهم بسطاء في تفكيرهم و يغلب على تصرّفاتهم الاندفاع العاطفي دون تمحيص أو رويّة و تعقّل، وبالتّالي يسهل التّلاعب بهم ووجيههم من طرف خبثاء السّياسة، ويسهل استغلالهم من طرف استخبارات بعض الدّول العربيّة والأجنبيّة.
و ذا ما حصل معهم في حرب أفغانستان وروسيا، فقد تلاقت مصالحهم مع مصالح الولايات المتّحدة الأمريكية في ضرب زعيمة المعسكر الشّرقي وقد استغلّتهم آنذاك في حربها مع روسيا، وقد تمّ دفعهم للحرب بأفغانستان من طرف مخابرات ودعاة وأئمّة الدّول الخليجيّة لتصدير مشكلة الصّحوة الإسلاميّة بداية الثّمانينات مباشرة بعد الثّورة الإيرانية و إبعاد الحراك السّياسي للإسلاميّين عن أراضي الدّول الخليجيّة والعربية إلى الأراضي الأفغانية و البوسنية بعد ذالك في بداية التّسعينات، وهذا ما هو حاصل هذه الأيّام بعد الثورات فقد تمّ توجيه الاندفاع السّلفي إلى الأراضي السّورية من طرف المخابرات الخليجية و الأمريكية من أجل حماية دّجاجاتهم التي تبيض لهم ذهبا في الخليج.
ومن بين الأهداف الخفيّة محاولة تحقيق ما لم يتمكّن الغرب و الصّهيونية من تحقيقه منذ عقود في تدجين وتطويع النّظام السوري أو إضعافه، وبالتّالي إضعاف المقاومة و تفكيك الحلف السّوري الإيراني اللّبناني، وهذا كلّه يصبّ في مصلحة الكيان الصّهيوني، والإخوة السّلفيّون باندفاعهم الأعمى و ببساطتهم و سطحيّة تفكيرهم تجدهم ينفّذون برامج صهيو أمريكية من حيث لا يشعرون.
وفي كلّ الحالات في سوريا العرب هم الخاسرون و الرّابحون هم الصّهاينة و الغرب، فالحرب لا غالب فيها ولا مغلوب بل الكلّ خاسر، السلفيّون و النّظام و خاصة الشّعب و الوطن السّوري، فإن تمكّن النّظام من سحق السّلفيّون فهذا إنجاز عظيم يجنيه الغرب المتصهين، فقد يتخلّص من عدد كبير من السّلفيّون الذين هم يشكّلون خطرا عليه و على مصالحه على الأراضي السورية بأجناد سوريّون و لن يخسر شيئا لا في العتاد ولا في المال والرّجال، وإن تمكّن السّلفيون من تدمير النّظام السّوري فهذا أيضا يصبّ في مصلحة الغرب والكيان الصهيوني بتخليصهم من النّظام و إضعاف الدولة السورية و استنزافها و تدمير شعبها كما فعلوا بالعراق و شعبه من قبل.
كما يلاحظ في مصر و تونس بعد الإطاحة بأنظمة الفساد و الاستبداد، سهولة استدراج السّلفيون من طرف العلمانيين واليساريين المتطرّفين وكذلك الأزلام و من الذّين تمعّشوا من النّظام السّابق لبثّ الفوضى والفتنة والحفاظ على حالة انعدام الاستقرار، لأنّ استتباب الأمن لا يخدم مصالحهم و يهدّد وجودهم ويعرّضهم للمحاسبة والعقاب، لأنّ الاستقرار يقوّي ويدعم الحكّام الشّرعيّون الجدد و يمكّنهم من تحقيق انجازات ونجاحات ويمكّنهم من الفوز في الانتخابات في المحطّات القادمة و يغلق الباب مرّة واحدة على الأزلام و يقطع أملهم في العودة للسّلطة من جديد. وعلى السلفيّون البسطاء و المندفعون بالعواطف الدينيّة والذين هم ألعوبة في أيادي مشايخ البترو دولار ومشايخ الفضائيّات أن ينتبهوا جيّدا للفخ الذي ينصب لهم حيث أنّه بعد إنهاء الورطة و الكارثة السوريّة سيتمّ استدراجهم إلى شمال مالي ليسهل قتالهم و التّخلّص منهم نهائيّا في صحراء شمال إفريقيا حيث يسهل اقتناصهم على الأراضي المكشوفة بالوسائل الجويّة والتكنولوجيّة لتنتهي المخابرات الأمريكية نهائيا من كلّ سلفي مشروع إرهابي كما يقولون أو جهادي كما نقول يهدّد مصالحهم وأمنهم و مصالح وأمن عملائهم في المنطقة من الصّهاينة والعملاء العرب المنبطحون.
|
توفيق بن رمضان (كاتب و ناشط سياسي) |