حركية غير عادية صباح اليوم الاثنين بمحطة الأرتال لنقل المسافرين ببرشلونة بالعاصمة اتسمت بتواجد العديد من إطارات وأعوان الشركة الوطنية للسكك الحديدة التونسية وتحركهم المتواصل منذ الصباح الباكر أين انتصبت المعلقات وشريط أحمر وأبيض وإعداد أطباق الحلويات والمشروبات الغازية والماء المعدني وغيرها من التحضيرات…
3 وزراء من الحكومة يدشنون قطارا جديدا لخط قديم وسط أجواء احتفالية تذكر باحتفالات العهد السابق |
حركية غير عادية صباح اليوم الاثنين بمحطة الأرتال لنقل المسافرين ببرشلونة بالعاصمة اتسمت بتواجد العديد من إطارات وأعوان الشركة الوطنية للسكك الحديدة التونسية وتحركهم المتواصل منذ الصباح الباكر أين انتصبت المعلقات وشريط أحمر وأبيض وإعداد أطباق الحلويات والمشروبات الغازية والماء المعدني وغيرها من التحضيرات. وتمثل الحدث في انطلاق اليوم الاثنين على الساعة التاسعة صباحا من محطة الأرتال ببرشلونة السفرة الأولى لعملية تشغيل القطارات الجديدة لنقل المسافرين على خط الشمال الغربي (تونس، باجة، جندوبة، غار الدماء) وتعويض القطارات القديمة التي تشتغل على الخطوط البعيدة لأكثر كمن 30 سنة. وستمكن هذه القطارات الجديدة الصينية الصنع وعددها 12 قطارا والتي تشتغل على هذا الخط من ربح 25 دقيقة (ساعتين و45 دقيقة عوض 3 ساعات و10 دقائق). وتنطلق السفرة الأولى من محطة برشلونة في اتجاه غار الدماء على الساعة التاسعة صباحا لتصل إلى مدينة غار الدماء على الساعة 11 و50 دقيقة على أن تكون السفرة اليومية الثانية في اتجاه تونس العاصمة على الساعة 14 و10 دقائق والوصول على الساعة الخامسة بعد الظهر. كل شيء إلى حد الآن يبدو أمرا عاديا ومفهوما أما الأمر الغير العادي والمحير والمثير للدهشة وفي بعض الأحيان المثير للضحك هو أن يتولى 3 وزراء من الحكومة المؤقتة عن حركة النهضة وهم النقل عبد الكريم الهاروني والصناعة محمد الأمين الشخاري والتجهيز محمد سلمان تدشين هذه القطارات الجديدة بامتطاء قطار في سفرة خاصة للغرض وسط أجواء احتفالية. والغريب في الأمر أن الممارسات الحاصلة الآن في هذه الحكومة تذكرنا بنفس الممارسات التي كانت تمارس في العهد السابق زمن الرئيس المخلوع أين كانت توظف الاحتفالات بذكرى التحول (7 نوفمبر 1987) لتدشين بعض المشاريع والأعمال. واليوم أصبح الاحتفال بذكرى 17 ديسمبر 2010 يوظف سياسيا ويصبح مدعاة للاستغراب والسخرية عن صحَ التعبير، فهل يحق يصرح وزير النقل بأنه بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية لاندلاع الثورة من سيدي بوزيد لتدشين قطار جديد يعمل على خط قديم لأكثر من 30 سنة. والأدهى وأمرّ أن رئيس الحكومة المؤقتة كان في الحسبان أن يقوم هو بنفسه تدشين هذا القطار الجديد غير أنه لأسباب صحية (نزلة برد مفاجئة) لم يحضر الموكب. ومن المظاهرة المثيرة للدهشة هو قيام الوزراء الثلاثة بقطع شريط كعنوان للتدشين الرسمي لهذا القطار وسط ابتهاج الحاضرين وما أكثرهم في مثل هذه المناسبات. كان أولى على الحكومة المؤقتة تدشين خط حديدي جديد في اتجاه ولايات الوسط الغربي (سيدي بوزيد مهد الثورة والقصرين والقيروان) أو حتى الشروع في إنجاز القسط الأول من هذه الخطوط كإشارة واضحة وجلية إن أرادت فعلا القيام بإنجازات حقيقية وملموسة لفائدة المناطق المحرومة باعتبار أن النقل الحديدي يعتبر من وسائل النقل الضرورية والحياتية في هذه الجهات. غير أن وزير النقل قال في تصريح إعلامي لمختلف وسائل النقل أن هذه الحكومة هي حكومة إنجازات وأنه تم تفضيل تدشين مشاريع بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية لاندلاع الثورة. واستمع أعضاء الحكومة وهم يحتسون القهوة والعصير والوفد المرافق لهم وإطارات الشركة الوطنية للسكك الحديدة التونسية قبل ذلك إلى عرض حول مكونات مشروع اقتناء 20 قطارا جديدا لنقل المسافرين بين المدن. وتبلغ كلفة المشروع 133 مليون دينار وسيتم تخصيص 12 قطارا لخطي تونس- باجة- جندوبة- -غار الدماء، وتونس- ماطر- بنزرت، و8 قطارات لخطي تونس قعفور- الدهماني- الكاف، وتونس- سوسة- صفاقس. وتبلغ طاقة استيعاب هذه القطارات 234 مقعدا جلوسا بالدرجتين الأولى والثانية كما أن العربات مكيفة ومجهزة بكاميرات مراقبة علاوة على احترامها لجميع المواصفات الفنية العالمية ولا سيما منها الخصائص المتصلة بالسلامة وتقليص من الضجيج.
|
مهدي الزغلامي |