شهدت مراسم تشييع الزعيم الراحل شكري بلعيد الذي اغتيل الأربعاء الماضي أمام منزله أحداث عنف بجوار مقبرة الجلاز بباب عليوة بالعاصمة حيث أقدم متظاهرون شبان على حرق سيارتين كانتا قرب المقبرة التي تهاطلت عليها قنابل الغاز المسيلة للدموع من قبل قوات الشرطة
غضب عارم ضدّ النهضة في الجلاز وأحداث عنف وحرق سيارات ترافق الجنازة |
شهدت مراسم تشييع الزعيم الراحل شكري بلعيد الذي اغتيل الأربعاء الماضي أمام منزله أحداث عنف بجوار مقبرة الجلاز بباب عليوة بالعاصمة حيث أقدم متظاهرون شبان على حرق سيارتين كانتا قرب المقبرة التي تهاطلت عليها قنابل الغاز المسيلة للدموع من قبل قوات الشرطة.
وشهدت ساحة باب عليوة حالة كرّ وفر بين المتظاهرين والشرطة وسمع دوي كثير لقنابل الغاز، فيما كان عشرات الآف يشيعون جثمان الزعيم الراحل شكري بلعيد أحد أبرز وجوه المعارضة والقيادي بالجبهة الشعبية وأمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والذي يودع تونس عن سن يناهز الخمسين عاما إلى جانب صالح بن يوسف أبرز المناضلين التونسيين والشخصيات الوطنية والتاريخية.
وتوافد عشرات الآلاف من المتظاهرين منذ الصباح الباكر على مقبرة الجلاز وانتظروا قدوم جثمان الراحل شكري بلعيد لساعات بعد خروجه من منزله بجبل الجلود باتجاه مقر دار الثقافة بجبل الجلود (في حوالي الساعة العاشرة) ثمّ لينطلق باتجاه مقبرة الجلاز ويصل في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال إلى الجلاز.
وفي المقبرة رفع المشيعون شعارات معادية لحركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي مثل "يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح" و"خبز وماء والنهضة لا" و"يا حشاد يا حشاد والنهضة باعت البلاد" وغيرها.
ويحمل المشيعون وقياديون في الجبهة الشعبية وبعض أحزاب المعرضة حركة النهضة مسؤولية اغتيال الزعيم الراحل شكري بلعيد، الذي كان يوجه انتقادات لاذعة لسياسة حركة النهضة وخصوصا زعيمها راشد الغنوشي. لكن إلى حدّ الآن لم يقع التعرف على هوية الجناة، لكن وزير الداخلية قال إن التحريات الأولية أدت إلى الإمساك بالعديد من الخيوط .
وقبل قدوم الموكب تصادم متظاهرون شبان مع قوات الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز صوبهم وصوب المقبرة لتسود حالة من الهلع والغضب في صفوف المشيعين، الذين استاءوا من حدوث أعمال عنف وحرق في ظلّ سوء تنظيم لموكب الدفن وعدم حمايته بطريقة محكمة من قبل الجيش، حسب قول بعض المشيعين.
كما شهد شارع الحبيب بورقيبة هو الآخر حالة من التوتر بعد حودث اشتباكات بين متظاهرين وقوات الشرطة التي أطلقت عليهم قنابل الغاز ولاحقت العديد منهم في الشوارع المحيطة بالعاصمة. وقد تم القبض على عدد من مثيري الشغب الذين حالوا خلع وسرقة بعض المحلات التجارية، وتم نقلهم إل مراكز الأمن.
هذا وقد تعمقت الأزمة السياسية في تونس بعدما رفضت حركة النهضة مقترح رئيس الحكومة حمادي الجبالي الذي دعا إلى تشكيل حكومة تكنوقراط.
وتسعى النهضة إلى التشاور مع بقية الكتل في المجلس التأسيسي للتوافق حول حكومة توافق وطني لكن إلى حدّ الآن لم تظهر بوادر انفراج مما زاد في تعكير الجو وإبقاء على حالة من الغموض الخطيرة حول مستقبل البلاد. |
خميس بن بريك
|