قضية عميد كلية منوبة: هل قدمت الطالبة المنقبة شهادة طبية مزورة؟

يبدو أن القضية الشهيرة المتداولة على الألسن في تونس وزعمت فيها طالبة منقبة أن عميدا علمانيا في إحدى الجامعات اعتدى عليها ، ستبوء بالفشل بعد اكتشاف تزوير الشهادة الطبية المقدمة من الطالبة، بحسب ما ذكرته مصادر لوكالة الأنباء الألمانية.

وكان حبيب كازداغلي، وهو عميد كلية الآداب والإنسانيات في جامعة منوبة في تونس، قد اتهم العام الفائت بالاعتداء على طالبة ادعت انه صفعها على وجهها أثناء مشاجرة بشأن دور الدين داخل الحرم الجامعي.

وجاءت المزاعم، التي أنكرها كازداغلي، وسط أزمة امتدت لشهور بين العميد ومجموعة من الطلاب ذوي التوجه الإسلامي السلفي المتشدد بشأن الحظر المفروض على الطالبات اللائي يرتدين النقاب داخل قاعات المحاضرات.

وأصبحت القضية رمزا للتوتر السائد في تونس بين المؤسسة العلمانية والمحافظين المتدينين الذين يدفعون باتجاه دور اكبر للإسلام في الحياة العامة في أعقاب الإطاحة بالديكتاتور العلماني زين العابدين بن علي في ثورة شهدتها البلاد قبل عامين.

وكان من المقرر أن يصدر حكم في القضية في 28 مارس عقب عدة تأجيلات.

لكن فيما يعد تطورا دراميا، يبدو أن قضية الطالبة، التي بنيت على شهادة طبية من إحدى المستشفيات، قد تبددت.         

وقالت مصادر قضائية في تونس لوكالة الأنباء الألمانية إن "رابطة الأطباء التونسيين قالت إن الطبيب الذي وقع على الشهادة أنكر أنه عالج الطالبة من قبل".

وقالت المصادر، التي اطلعت على نتائج تقرير الرابطة أن الرابطة التي طلبت منها المحكمة مراجعة الوثيقة بناء على طلب دفاع المتهم، وجدت أن التوقيت الذي وصلت فيه الفتاة إلى المستشفى والمذكور في الوثيقة جرى تغييره.

وقال محامي كازداغلي ، فيصل زيمني لوكالة الأنباء الألمانية "لقد انتهى الأمر".

ولم يكن بالإمكان الاتصال بكازداغلي، الذي يواجه احتمالية سجنه إذا ما أدين بـ "ارتكاب عنف من قبل موظف حكومي أثناء أدائه عمله" للتعليق.

خلال المحاكمة دافع كازداغلي عن حق الجامعة في حظر النقاب ضد اتهامات بسحق حرية الدين لدى الطلاب.

وأضاف "للسياسة أحزابها، وللدين مساجده، لكن في الجامعة ندافع عن القواعد الأكاديمية".

وأشار الدفاع الى عدة عناصر مثيرة للشك في رواية الطالبة، من بينها حقيقة أن سيارة الإسعاف التي وصلت بسرعة إلى موقع الهجوم المزعوم استغرقت ساعتين لنقلها إلى مستشفى قريب.

وقال زمني إنه "سيظل هناك من يكتب عن تلك القضية.. لكن يبقى السؤال: من الذي يقف وراء كل ذلك؟".