عميد كلية منوبة للمصدر: محاكمتي امتحان لدولة القانون.. والمنقبة استندت لشهادة طبية مزورة

تواصل المحكمة الابتدائية بولاية منوبة اليوم الخميس النظر في قضية عميد كلية منوبة الحبيب الكزدغلي الذي يواجه حكما بخمس سنوات بسبب اتهامه من قبل طالبة منقبة بصفعها على وجهها، في قضية شدت الرأي العام التونسي والدولي باعتبارها الأولى من نوعها في تاريخ الجامعة التونسية…



عميد كلية منوبة للمصدر: محاكمتي امتحان لدولة القانون.. والمنقبة استندت لشهادة طبية مزورة

 

تواصل المحكمة الابتدائية بولاية منوبة اليوم الخميس النظر في قضية عميد كلية منوبة الحبيب الكزدغلي الذي يواجه حكما بخمس سنوات بسبب اتهامه من قبل طالبة منقبة بصفعها على وجهها، في قضية شدت الرأي العام التونسي والدولي باعتبارها الأولى من نوعها في تاريخ الجامعة التونسية.

 

انطلقت أول محاكمة لعميد كلية الآداب بمنوبة الحبيب الكزدغلي يوم 05 جويلية 2012، بعد موجة كبيرة من العنف التي هزت الكلية وخلال عطلة الصيف، والتهمة هي الاعتداء بالعنف الصادر عن موظف عمومي أثناء أدائه مهامه على عموم الناس.

 

دامت المحاكمة ثمانية أشهر كاملة واليوم الخميس 04 أفريل هي الجلسة السابعة التي تعقدها المحكمة لمواصلة النظر في القضية التي تأجلت ست مرات في 25 أكتوبر 2012 ثمّ في 15 نوفمبر 2012 ثمّ في 03 جانفي 2013 ثمّ في 28 مارس 2013 ثمّ في 04 أفريل الحالي.

 

يقول الحبيب الكزدغلي في حوار مع المصدر إنّ محاكمته استغرقت وقتا "طويلا جدا"، معربا عن قلقه من وجود ضغوطات ممارسة على القضاة لا سيما بعد إضرابهم الأخير الذي طالبوا فيه باستقلالية القضاء.

 

ويأمل في أن ينصفه القضاء في قضية اعتبرها "ملفقة"، متمسكا ببراءته من التهمة الموجهة ضده، مشيرا إلى أن هناك مسؤولية كبيرة على القضاة في قضية تبعث برسالة سيئة بالداخل والخارج، على حدّ قوله.

 

ويقول إن هذه المحاكمة أصبحت امتحانا حقيقيا لدولة القانون واستقلال القضاء بعد الثورة، متسائلا "كيف يمكن محاكمة عميد منتخب في قضية ملفقة ولم تشهدها الجامعة لا في زمن بورقيبة أو بن علي؟؟". والكزدغلي انتخب عميدا بكلية منوبة في جوان 2011 لولاية تدوم ثلاث سنوات.

 

ورغم أنّ فريق الدفاع عن عميد كلية منوبة طعنوا في صحة الشهادة الطبية التي استندت إليها الطالبة المنقبة الشاكية إيمان بالروحة بدعوى أنها مزورة وتم التلاعب بتوقيت إصدارها من قبل الطبيب نبيل القفصي، إلا أنّ الحبيب الكزدغلي يرى أن القضية تبقى غير مضمونة.

 

واطلع المصدر على الشهادة الطبية المذكورة، التي يتبين من خلالها أنها صدرت أول مرة بمنتصف النهار ثمّ تمّ تعديل التوقيت إلى الثانية بعد الزوال. وجاء في الشهادة أنّ الطالبة صفعت على خدها الأيمن مما تطلب راحة بإحدى عشر يوما.

 

وعلمنا أنّ الطبيب الذي أصدر الشهادة الطبية تمّ سماع أقواله لدى عمادة الأطباء بتهمة عدم احترام الإجراءات القانونية في إصدار شهادة طبية، وسيقدم فريق الدفاع عن الكزدغلي نتيجة هذا التحقيق مع الطبيب إلى القاضي كمعطى جديد.

 

ويؤكد الكزدغلي بأنّ الشهادة الطبية "مزورة" وأنه سيتم رفع قضية ضدّ الطبيب الذي أصدرها في 06 مارس 2012، التاريخ الذي اشتكى فيه الكزدغلي للحرس الوطني من تهجم منقبتين عليه داخل مكتبه أمام أحد الشهود قبل أن ترفع الطالبة المنقبة شكوى ضده بتهمة صفعها على وجهها.

 

وينفي الكزدغلي للمصدر إنه رفع يده على أي كان، مشددا على أنه هو من كان ضحية السب والشتم والاعتداء على مكتبه أمام أحد الموظفين يدعى إبراهيم من قبل طالبتين منقبتين قال إنهما احتجتا على منعهما من دخول قاعة الدرس بالنقاب وطرد إحداهما من الجامعة بقرار من مجلس التأديب لمدة ستة أشهر.

 

ويقول الكزدغلي إن الطالبتين هما اللذان اقتحمتا مكتبه في 06 مارس 2012 دون إذن من الإدارة وقامت أحدهما ببعثرة كل الأوراق الموجودة على مكتبه، مضيفا أنّ حادثة إنزال العلم والاعتداءات التي وقعت على الطلبة جدت يوما بعد تلك الحادثة أي في 07 مارس 2012، انتقاما منه.

 

ويقول "كانت هناك مجموعة صغيرة من الطلبة السلفيين بكلية منوبة ثم تتعزت بمجموعات كبيرة من السلفيين جاؤوا من الخارج على متن شاحنات للانتقام مني وبعد ذلك تمّ إنزال العلم التونسي".

 

ويضيف "كان الهدف أن تحمل كلية منوبة بصمتهم من خلال حجج ترتكز على أساس ديني مثل حمل النقاب وبيت الصلاة وفصل الإناث عن الذكور ومنع الأساتذة الإناث من تدريس الذكور".

 

وأشار الكزدغلي إلى أنّ محاولات فرض النقاب وفصل الإناث عن الذكور بالكلية انطلقت من شهر نوفمبر 2011 وأخذت منحى تصاعدي إلى أن بلغ الأمر إلى إنزال العلم التونسي يوم 07 مارس 2012.

 

وقال إنّه تمّ السماح للطالبات المنقبات من دخول أسوار الكلية لكن لأسباب بيداغوجية وعلمية تم منعهم من الدخول إلى قاعات الدرس أو الامتحانات للتعرف عليهم والتواصل معهم والتفاعل مع التعبيرات التي تظهر على ملامحهم، مضيفا أن ذلك القرار كان يهدف أيضا إلى تحييد الجامعة عن التجاذبات الدينية والسياسية.

 

وذكر بأنه منع من دخول مكتبه طيلة شهر كامل من 06 ديسمبر 2011 إلى 05 جانفي 2012، مشيرا إلى أنه تقرر آنذاك تعليق جميع الدروس بالجامعة بسبب تلك الاضطرابات وأعمال العنف.

 

ويقول للمصدر "نحن لم نكن في حرب دينية ضدهم (السلفيين) ولكننا كنا ندافع على قيم الجامعة والتي نسعى لتحسينها والتي كانوا يرغبون في العودة بها إلى العصور الغابرة".

 

خميس بن بريك

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.