تونس: الإرهابيون يتلقون معلومات استخباراتية تساعدهم في التخفي

بدا الوضع الميداني حاليا في جبال الشعانبي غامضا ومثيرا للعديد من الأسئلة بخصوص قدرة المؤسسة الأمنية التونسية على وضع يديها على خلية الإرهابيين المزروعة في هذه المنطقة.

ففي الوقت الذي انتظر خلاله التونسيين القبض على هؤلاء المجرمين تواصلت إلى غاية هذه اللحظة المطاردات دون أن تسفر عن القبض على هؤلاء العناصر، بل على العكس من ذلك فإن حقل الألغام المزروع هناك خلف عددا من الجرحى في صفوف الجيش الوطني التونسي، كل هذه المطعيات وطول فترة المطاردة وحملات التمشيط المستمرة ليلا ونهارا منذ أكثر من أسبوع جعلت البعض يقول إن هؤلاء المسلحين تحولوا إلى "أشباح" قادرين بسرعة على التخفي والهروب.

ففي كل مرة يقترب خلالها عناصر الأمن على وضع أيديهم على المجرمين تتعقد المهمة أكثر وتنطلق رحلة المطاردة والبحث من جديد، ليبقى الأمر بمثابة اللغز المحير والذي للبحث عن إجابات مقنعة حول قدرة هؤلاء الإرهابيين على المراوغة والتخفي بسرعة فائقة.

ولئن أكد البعض تطور القدرات الاستكشافية والاستطلاعية لدى المتحصنين بجبل الشعانبي فضلا عن معرفتهم الدقيقة بكل مسالك المنطقة ومخابئها، إلا أن البعض ذهب إلى من ذلك ليشير إلى وجود احتمال آخر ساعد الإرهابيين على الهروب كلما تقلصت رقعة المحاصرة.

هذا الاحتمال مفاده وجود اختراق في المؤسسة الأمنية، إذ لا يمكن استبعاد وجود عناصر في هذه المؤسسة تشتغل لفائدة المحتصنين بجبال الشعانبي، وتمدهم بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة حتى تتمكن هذه المجموعة من التحرك والهرب بسرعة كلما اقتربت منها قوات الأمن التونسي.

وقد أكد هذه الفرضية الصحفي وليد الماجري الذي أشار إلى أن بعض القيادات العسكرية تشك في وجود "جاسوس" صلب المؤسسة يقود بتزويد المسلحين بالمعلومات اللازمة التي تساعد على الهروب، وهو الأمر الذي جعل المهمة تستعصي على قوات الأمن التونسي للاتمام المهمة بسرعة.

كما تفيد بعض المعلومات الأخرى أن هناك بعض التراخي في التعامل مع بعض العناصر المتشددة، ففي الوقت الذي يتم خلاله الحديث عن هروب أبو عياض وتحصنه بالفرار تؤكد بعض الأطراف الموثوق بصحتها أن الشيخ السلفي يتحرك بحرية تامة ويلتقي بأنصاره بشكل عادي.