قال كمال الجندوبي رئيس الهيئة الانتخابية السابقة في حديث مع المصدر إنه رفض عرض حركة النهضة لتقلّد منصب وزاري أو ديبلوماسي لأنه شعر أن ذلك يهدف إلى تهميش الهيئة العليا المستقلة للانتخابات
كمال الجندوبي للمصدر: لهذا السبب رفضت عرض النهضة لتقلّد منصب حكومي |
قال كمال الجندوبي رئيس الهيئة الانتخابية السابقة في حديث مع المصدر إنه رفض عرض حركة النهضة لتقلّد منصب وزاري أو ديبلوماسي لأنه شعر أن ذلك يهدف إلى تهميش الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وحلّها.
وقال الجندوبي إن حركة النهضة سعت من خلال عرضها عليه منصب في الحكومة إبعاده عن رئاسة الهيئة المستقلة للانتخابات وحلّ مكتبها الرئيسي لتتلاشى مع مرور الوقت.
وحول التشكيك في عمل الهيئة وما أنجزته في انتخابات المجلس التأسيسي قال الجندوبي إن الأحزاب التي انتصرت في الانتخابات قد أرادت تشويه الهيئة واتهمتها بالتزوير حتى قبل إنجاز الانتخابات.
وقال الجندوبي للمصدر إن الحكومة تعاملت مع الهيئة العليا للانتخابات عبر ثلاث مراحل حيث اتسمت المرحلة الأولى باعتراف الحكومة بالهيئة لكن مع تجاهلها كليّا سيما وانه لم يتمكّن من تسليم التقرير حول الانتخابات إلى رئيس الحكومة إلا في شهر أفريل 2012 أي بعد شهرين من طلب تحديد موعد.
وأضاف كمال الجندوبي أن الحكومة تعاملت مع الهيئة في مرحلة ثانية بإقصاء تامّ لها وهو ما برز من خلال عدم تشريكها في إعداد القانون الخاص بالهيئة الدائمة والحال أن إحداث هيئة مستقلة دائمة في المشهد الدستوري والقانوني التونسي هو اقتراح من هيئة الانتخابات.
وقال إن الحكومة انطلقت منذ مدة في تطبيق استراتيجية المرحلة الثالثة وهي مرحلة الهجوم المباشر على الهيئة من خلال رفع القضايا وتوجيه تهم وثلب.
وذكر الجندوبي بقيام أعضاء من النيابة الخصوصية بنابل رفقة عدل تنفيذ ورئيس منطقة الأمن بتنفيذ حكم قضائي ابتدائي بالقوة العامة تولوا بموجبه اقتحام المقر الموضوع على ذمة الهيئة الجهوية للانتخابات بدائرة نابل1 وتغيير أقفال الباب الرئيسي معرضين بذلك محتويات المقر من وثائق ومعطيات حساسة وتجهيزات للخطر.
و من جانب آخر وعن الرهانات الاستحقاقات الانتخابية القادمة قال الجندوبي إنه يخشى أن يتم استعمال تقرير دائرة المحاسبات لتبرير ضرب استقلالية الهيئة القادمة والحدّ من فعالية تسيير الهيئة ولفرض أسلوب جديد في التعامل مع الحكومة لتكريس هيمنتها على الهيئة في التوجيه والتوظيف والتجاوز.
واختتم الجندوبي حديثه مع المصدر قائلا إنه لن يسلم مقرات الهيئة ولن يفرط فيها إلا لهيئة انتخابات دائمة، مضيفا انه سيظل محبا لوطنه ومدافعا عن حريتها ضدّ كل أشكال الاستبداد، وفق تصريحاته. |
بسام حمدي
|