صحيفة فرنسية: النهضة وضعت تونس في انفصام شديد ما بين الحداثة والمحافظة

نشرت صحيفة " رو كاتر فا نوف " الفرنسية تحقيقا حول الوضع الاجتماعي في تونس خلال العقد الأخير وخاصة فترة ما بعد ثورة الياسمين.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن دراسة أجراها " بوريسرش سنتر "  توضح أن تونس تعيش في انفصام شديد: دولة حديثة ومحافظة في نفس الوقت، فوفق القانون التونسي للأحوال الشخصية، الذي يمنح المرأة حقوقا أكبر بكثير من تلك التي تمنحها باقي الدول العربية لها، فإن تونس تتمتع بصورة تشابه بشكل كبير عادات الدول الغربية.

كما أوضحت الدراسة أيضا أن تونس أقرت نظام الطلاق القضائي بدءا من عام 1956 أي قبل أن تطبق فرنسا هذا القانون بعشرين عاما، كما منحت الحكومة حق الإجهاض للنساء حتى بعد 12 أسبوع من الحمل وفق قانون عام 1973.

وهذه الدراسة تكشف أن المجتمع التونسي هو أكثر المجتمعات العربية تعددية وانقساما حول هذه المسائل الأخلاقية، فقد حاولت حركة النهضة التونسية أن تغير من بعض العادات الأخلاقية وخاصة فيما يتعلق بالإجهاض إلا أنها قوبلت بانتقاد شديد من المجتمع.

وفي هذا السياق يوضح المركز البحثي المذكور أن تونس سجلت في عام 2007 الماضي أعلى معدل للطلاق في الوطن العربي، كما أن نسبة المعاملة الجنسية خارج الزواج تصل إلى 89% في مرحلة الشباب بين التونسيين، حيث أن 85% من الشباب في الفترة العمرية بين 25- 29 غير متزوجين، كذلك 50% من الفتيات من نفس الفئة العمرية غير متزوجات.

من جانب آخر، نجد أن 82% من المسلمين التونسيين يشربون الخمر، حيث تنتشر الخمر في المحلات والمتاجر التي تعمل بحرية تامة.

وعلى الرغم من وصول حركة النهضة الإسلامية إلى الحكم، إلا أن تناول التونسيين للخمور لا يقل بل ارتفع، حيث أن الكمية المستهلكة في الربع الأول من العام الماضي من الخمور تعدت 387000 هكتولتر، بينما لم تتعد في نفس الفترة من عام 2009 نسبة 265000 هكتولتر من الخمر.

وتوضح الدراسة أيضا أن انتخاب الشعب التونسي لحركة النهضة خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، والليبرالية الأخلاقية التي يصرحون بها، ويتمسكون بها ويعارضون تحجيمها تعكس التناقض في الشخصية التونسية.

هذا الانفصام الذي يتضح من وجود عدد كبير من السلفيين المتشددين في تونس بالإضافة إلى أن حركة النهضة الإسلامية هي التي تتولى الحكم، يُظهِر جليا القلق والانقسام داخل المجتمع التونسي.