رمضان2013: الوفرة مضمونة و الإشكال قد يطرح في الأسعار

تفيد المعطيات المتوفرة و البيانات الإحصائية التي أوردتها وزارة التجارة ووزارة الفلاحة أن شهر رمضان لهذا العام سيتسم بالوفرة في العرض من خلال توفر جل المنتجات الفلاحية ومواد أساسية من خضر وغلال ولحوم حمراء وبيضاء والحليب والبيض باعتبار أن شهر الصيام (بين 09 و 10 جويلية 2013) سيتزامن مع عامل ذروة الإنتاج والمحاصيل الفلاحية خاصة بالنسبة إلى الخضر (البطاطا الفصلية والفلفل والطماطم والخضر الورقية…) إلى جانب تسجيل محاصيل جد هامة في الغلال لهذا العام باستثناء مادة الأجاص التي تعرضت إلى مرض اللفحة النارية وتسبب في خسارة المحصول بأكثر من 50 بالمائة.

غير أن الإشكال الذي قد يطرح في شهر رمضان يتعلق بالأسعار من خلال إمكانية تسجيل ارتفاع ملحوظ في أسعار بعض المنتجات وخاصة منها الغلال التي تشهد في هذه الفترة ارتفاعا هاما تجاوز المعدلات العادية.

ويفسر بعض المختصين إمكانية ارتفاع أسعار الغلال إلى ارتفاع كلفة الإنتاج والمداواة وبخاصة توقع ارتفاع عمليات التهريب نحو القطر الليبي الشقيق على غرار ما يحصل منذ السنوات الثلاث الفارطة أي بعد الثورة إذ ارتفع معدل التصدير العشوائي باتجاه هذا البلد من منطلق الأسعار الكبيرة التي يتم بها التفويت في الغلال.

ومن المنتظر أن يتم تسجيل أيضا ارتفاع في أسعار بعض أصناف من الأسماك خلال شهر رمضان لا سيما وأن فترة شهر رمضان سوف تتزامن مع انطلاق فترة الراحة البيولوجية بتحجير الصيد في خليج قابس لبعض من الأسماك القاعية على غرار المرجان والتريليا والمداس وجراد البحر وقد حرصت وزارة الفلاحة في هذا الإطار على طمأنة المواطنين بتوفر كميات كبيرة من الأسماك المتأتية من تربية الأحياء المائية ( البوري والوراطة أساسا) غير أن أسعار هذه السماك تظل مرتفعة ولا تناسب القدرة الشرائية للمواطن.

ومن غير المستبعد أن تسجل أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعا ملحوظا بالنظر إلى الارتفاع الكبير في أسعار عناصر الكلفة وعدم قبول القصابين بالتسعيرة الجديدة التي فرضتها وزارة التجارة منذ يوم الاثنين 24 جوان 2013 علاوة على النقص الملحوظ في الإنتاج والمقدر ما بين 3 و 5 بالمائة.

وبالمقابل أكدت وزارة التجارة  أنها قد اتخذت كل الاحتياطات والتدابير اللازمة لتأمين انتظامية التزويد بمختلف المنتجات خلال شهر رمضان 2013 وتجنب إمكانية حصول نقص في بعض المواد لا سيما منها الأساسية والحساسة.

وتدعو الوزارة المستهلكين التونسيين إلى تجنب اللهفة والتهافت غير المبرر على الإقبال على المنتجات التي ستكون بحسب رأيها متوفرة وبكميات كبيرة.

وفي هذا الإطار تم تكوين مخزونات تعديلية من مواد الحليب والبيض ولحم الدجاج وأبرزت في هذا الصدد أنه تكوين مخزون بحوالي 49 مليون لتر من الحليب من جملة برنامج بنحو 50 مليون لتر ملاحظة أن عملية التخزين ستتواصل إلى موفى شهر جويلية القادم.

وتجدر الملاحظة أن تكوين المخزون التعديلي من مادة الحليب سيتم تخصيصه لتغطية فترة نقص الحلب (من سبتمبر إلى جانفي 2014) موضحة أنه بالنسبة إلى شهر رمضان سيتم التعويل على الإنتاج اليومي باعتبار أن فترة شهر رمضان ستتزامن مع فترة ذروة الحلب.

وفي ما يتعلق بالبيض فقد تم تكوين مخزون بحوالي 44 مليون بيضة من جملة برنامج بنحو 50 مليون بيضة، كما سيتم الشروع في عملية إشباع السوق من هذه المادة عبر الترويج التدريجي وذلك 10 أيام قبل حلول شهر رمضان.

وبشان مادة الدجاج فإنه لتخفيف ضغط الطلب على الدواجن الطازجة تقرر تكوين مخزون من لحم الدجاج المجمد يوجه لفائدة القطاع السياحي بكمية في حدود 2000 طن إلى جانب بلوغ إلى حد الآن مخزون من لحم الديك الرومي المجمد بنحو 2000 طن.

ومن جهة أخرى وحسب المعطيات التي أوردتها وزارة الفلاحة أن صابة الغلال لهذا الموسم تعد هامة إذ يقدر إنتاج الدلاع ب 350 ألف طن والبطيخ ب 150 ألف طن كما سيبلغ إنتاج التفاح 120 ألف طن و 128 ألف طن للخوخ علاوة على توقع إنتاج 22 ألف طن من التين و 12 ألف طن من العوينة و 30 ألف طن من المشمش.

أما في ما يتعلق بالخضر الورقية فقد تمت غراسة 3350 هكتار من الخضر الورقية موزعة على 1300 هكتار "معدنوس" و 850 هكتار سلطة.

ولاحظ المتحدث أن إنتاج البطاطا الفصلية يقدر بنحو 250 ألف طن وسيتم تخزين خوالي 40 ألف طن لفترة الفجوة الخريفية، كما قدر إنتاج الطماطم الفصلية بحوالي 800 ألف طن أغلبها طماطم تحويل ومن المنتظر أن يبلغ إنتاج الفلفل الفصلي 200 ألف طن.