بين ظلماء انهج وأزقة منطقة الحلفاوين الشعبية التي انقطعت فيها الأنوار تشعر بالملل في ثاني أيام شهر رمضان المعظم فينتابك شعور البحث عن الأجواء الرمضانية الحافلة التى لطالما تميزت …
سيدي رمضان في الحلفاوين العريقة |
بين ظلماء انهج وأزقة منطقة الحلفاوين الشعبية التي انقطعت فيها الأنوار تشعر بالملل في ثاني أيام شهر رمضان المعظم فينتابك شعور البحث عن الأجواء الرمضانية الحافلة التى لطالما تميزت بها سهرات شهر رمضان في السابق واعتاد عليها التونسيون في كل سنة من هذا الشهر الذي يختلف في اجوائه ونكهته عن باقي الأشهر فتظهر فيه العادات والتقاليد وتفوح منه رائحة التراث. مقاهي شعبية تحلى فيها السهرية أزقة ملتوية إلى أن تصل ساحة الحلفاوين وسرعان ما تختلف الرؤية ويحتل مكان ملل وظلماء الأزقة إلى روعة وجمال الأضواء المسيطرة على المنطقة وكأنها فوانيس رمضانية عهدناها سابقا في سهرات أجدادنا التي ولت على حد تعبير احد متساكني المنطقة. خطوات إلي الأمام يعترضك كل من هب ودب رجالا نساءا، كبار صغار لكل منهم وجهته الخاصة مجموعات تتجه نحو جامع صاحب الطابع العريق الشامخ بصومعته وأقواسه منذ الثالث من مارس سنة 1912 ببصمات للفنون المعمارية للقرن التاسع عشر وآخرون نحو المقاهي التي انتشرت في كل مكان لتجلب انتباهك مقهى “سيدي عمارة” التى تستقطب رجالا من كل صوب. ” تحلى السهرية في مقهى حومتنا في رمضان والشيشة تحلي السهرة ” هذا ما قاله السيد علي في الستين من عمره متجه نحو المقهى، في حين وصف السيد منجي الأجواء الرمضانية في ثاني يوم من رمضان بالعادية قائلا” في الأيام الأولى دائما ما يكون الجو عادي سواء كثرة الحركية في المقاهي التي لا يستغنى عنها أولاد الحلفاوين و غيرهم وابتداء من الأسبوع الثاني ستعمر المنطقة أكثر” . الاجواء الرمضانية السابقة أحسن بكثير راضية هي إحدى متساكنات المنطقة وهي صاحبة ما يسمى ” بالأرجوحة” العاب تقام كل شهر رمضان للترفيه عن الأطفال وخلق جو عائلي يلم شمل التونسيين ، هي عادة لا تزال قائمة منذ سنة 1983 إلى اليوم بالتداول بين عائلة صاحبة هذه الوسيلة الترفيهية يتم التحضير لها قبل شهر من دخول رمضان. مرت سنين و سنين ولم يستغنى عن الأرجوحة بالمنطقة لما تبعثه هذه الألعاب من ابتسامات ارتسمت على وجوه الصغار لتتعالى قهقهات الفرح ويتقاسم الأولياء الحديث في انتظار أبنائهم، وترى راضية أن رمضان لم يعد مثل قبل وأن هذا الجو لن يتواصل حافلا قائلة” ليلة النص تنقص الخدمة ويهتم المواطنين باقتناء ملابس العيد ” فيما تذمرت راضية وآخرون من اختلاف العادات والتقاليد بين سنة وأخرى خاصة وانه لم يبقى هناك تلك النكهة الرمضانية التي يحترم فيها الشاب الشيخ بركة الحومة قائلة ” جو رمضان كان قبل 10 سنوات خير ببرشا”. هكذا كانت سهرية ثاني ايام رمضان المعظم بالمنطقة الشعبية الحلفاوين لم تكن حافلة جدا كما عهدناها ولكن من المتوقع ان تزداد احتفالا في النصف الثاني من شهر رمضان ” ليلة النصف” على حد تعبير متساكينيها لكن هذا لم يمنعهم من خروج والاحتفال برمضان على طريقتهم حتى في الايام الاولى.
|
المصدر |