مراسل المصدر بسيدي بوزيد: ليلة ساخنة في المدينة ..رصاص حي لتفريق المتظاهرين ..حرق مقر الولاية ..حملات اعتقال واسعة

شهدت مدينة سيدي بوزيد الليلة (الفاصلة بين الخميس والجمعة) أحداثا ساخنة للغاية بدأت مباشرة اثر الإفطار، فبعد عشية عرفت تجمع عدد كبير من المتظاهرين أمام مقر الولاية اختتمت بحرق جزء من مقر الولاية الواقع في قلب المدينة، احتدت المواجهات بعد أقل من ساعة من موعد الإفطار إذ تجمع هذه الليلة عدد كبير من المحتجين على اغتيال الشهيد محمد الإبراهمي أصيل ولاية سيدي بوزيد، وصبوا جام غضبهم على حزب النهضة متهمين إياها بتورطها وظلوعها في اغتيال المعارض الشهيد محمد الإبراهيمي.

وحاول عدد من المتظاهرين اقتحام مقر الولاية من جديد وهو ما تم فعلا في ظل تراجع نسبي لقوات الأمن في بادئ الأمر، وقد نجح عدد منهم في تجاوز الجدار الخارجي لمقر الولاية، وهو الأمر الذي سهل على عدد من المشاغبين اتلاف بعض تجهيزات مقر الولاية.

وفي الأثناء توافد على وسط المدينة عدد كبير من المحتجين الغاضبين، وجاب أكثر من ألف متظاهرا الشارع الرئيسي في المدينة مطالبين بالقصاص من القتلة المجرمين والثأر لدم شهيد الوطن.

وتحولت هذه المظاهرة إلى مواجهات ساخنة بين المحتجين وقوات الأمن والجيش، التي اضطرت إلى استعمال الغاز المسيل للدموع في بداية الأمر لتفريق جموع المتظاهرين غير أن الأمر لم يجد نفعا، في ظل استمرار أعمال الشغب واحراق العجلات المطاطية في الطريق الرئيسي فضلا عن القاء الجحارة على أعوان الأمن، لتزيد حدة الأوضاع بعد ذلك عندما اضطرت قوات الأمن إلى اطلاق الرصاص الحي في الهواء، لكن رغم ذلك لم يتم تسجيل أية إصابات تذكر.

كما قامت وحدات الأمن المتمركزة بكثافة في وسط الميدان باعتقال عدد كبير من المحتجين بعد أن امتدت المواجهات في عدد من الأحياء السكنية، وهو ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي لفترة محدودة من الزمن.

وتواصلت المواجهات إلى ساعة متأخرة للغاية من هذه الليلية الدامية.