لقد أكدت الأزمة الأخيرة وخاصة بعد إغتيال السياسي محمد البراهمي و إغتيال 8 عسكريين بالشعانبي تعمق مشكلة مكافحة الإرهاب في تونس حيث كشر الارهابيون عن أنيابهم و استهدفوا وحدات الجيش و الامن و زرعوا الألغام أمام المقرات الأمنية في حلق الودي و في المحمدية…
الإرهاب يتغلغل في تونس: تنظيم القاعدة يحذر النهضة…أبو عياض يواجه الداخلية …ووزارة الدفاع تحذر |
لقد أكدت الأزمة الأخيرة وخاصة بعد إغتيال السياسي محمد البراهمي و إغتيال 8 عسكريين بالشعانبي تعمق مشكلة مكافحة الإرهاب في تونس حيث كشر الارهابيون عن أنيابهم و استهدفوا وحدات الجيش و الامن و زرعوا الألغام أمام المقرات الأمنية في حلق الودي و في المحمدية. ويرى مراقبون أن نشأة الارهاب في تونس انطلقت منذ اندلاع الثورة الليبية حيث فتحت الحدود التونسية الليبية مصراعيها للإرهابيين لإدخال السلاح الى الأراضي التونسية دون صعوبات رغم المراقبة الأمنية المشددة لكل الحدود . وتفاقمت ازمة تواجد الارهابيين في تونس بعد تحصنهم بجبل الروحية وأسفرت المواجهات معهم عن مقتل عناصر من صفوف الجيش الوطني و عناصر منهم . كما تأكد وجود الإرهاب في تونس من خلال أحداث الشعانبي بولاية القصرين حيث تحصنت مجموعات إرهابية و أنشأت معسكرات تدريبية في الجبل و اسفرت المواجهات معهم عن مقتل عسكريين بألغام مزروعة في الجبل. وقد برهنت عملية اغتيال ثمانية 8 عسكريين خلال هذا الأسبوع الجاري تفاقم ازمة مواجهة الإرهاب في تونس في ظل تصدع المنظومة الأمنية بسبب الخلافات السياسية الحادة و اقحام المنظومة الأمنية في تجاذباتها. ولم يكتفي الإرهاب باستهداف المنظومة الأمنية واغتيال العسكريين بل امتدت يده الى اغتيال سياسيين معارضين فأطلق ارهابيون الرصاص على المعارض الشهيد شكري بالعيد و على المعارض الشهيد محمد البراهمي. وفي هذا السياق حذرت وزارة الدفاع في بلاغ لها من امكانية وقوع عملية إرهابية كبيرة بعد كل هذه العمليات خاصة بعد ان تم سرقة ازياء و اسلحة الجنود الثمانية الذين قتلوا بجبل الشعانبي من طرف هذه المجموعة الارهابية.
و من جانب آخر قال علي السلطاني كاتب عام الامن الجمهوري ان الارهاب وصل الى مرحلة متقدمة جدا في تونس مبديا تخوفه من وقوع تفجيرات في الاماكن العامة والفضاءات الكبرى قائلا ان الاحزاب الحاكمة هي من تتحمل مسؤولية ما يحصل في جبل الشعانبي مطالبا بمراجعة بعض القيادات الامنية كما حذرت تنظيم القاعدة حركة النهضة وزعيمها الغنوشي إلى الكف عن التصريحات المعادية للتنظيم داعية الحركة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية. و في ذات السياق وجه أمير انصار الشريعة في تونس ابو عياض في بيان صادر عنه رسالة الى وزير الداخلية لطفي بن جدو داعيا اياه الى مصارحة الشعب بحقيقة قائمات الاغتيال السياسي التي اعدت في مثل هذا الشهر من العام الماضي. وقال أمير انصار الشريعة في تونس في رسالته الى وزير الداخلية "لقد اخطأت خطأ جسيما بإقحام انصار الشريعة واستدراكك الخبيث بالتفريق بين أن يكون العمل فرديا أو ناجما عن قرار تنظيمي هو ذكاء منك ونقر لك بذلك ". وتبعا لتواتر هذه العمليات الإرهابية خرج الالاف من المواطنين و من مكونات المجتمع المدني في اعتصامات ومسيرات احتجاجية تحمل حكومة الترويكا مسؤولية نشأة الإرهاب في تونس و يطالبون بإسقاطها.
|
بسام حمدي |