كتب الشاعر العربي الكبير محمود درويش يقول:
لا شيء يبقى على حاله …
للولادة وقت وللموت وقت
وللصمت وقت وللنطق وقت
وللحرب وقت وللصلح وقت …
تونس- الازمة السياسية في “وقفت الزنقة بالهارب ” |
كتب الشاعر العربي الكبير محمود درويش يقول: لا شيء يبقى على حاله … للولادة وقت وللموت وقت وللصمت وقت وللنطق وقت وللحرب وقت وللصلح وقت وللوقت وقت ، ولا شيء يبقى على حاله…. وكأننا اليوم بعد حوالي شهرين من بداية الأزمة السياسية التي انطلقت بعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي قد أدركنا أن لا مجال لمزيد المراوحة والمناورة . المواطن يعيش توقف دواليب الدولة ومرافقها وتدهور الوضعية الاقتصادية كل يوم. والسياسي في الحكم كان أم في المعارضة يدرك أن الحلول تتطلب الشجاعة وتتطلب التنازل وأن الحراك السياسي لا يمكن أن يتواصل بعبارات فضفاضة تحتمل ألف جواب للسؤال الواحد. وكان أكثر من ملاحظ ومحلل في الداخل وفي الخارج قد وصل إلى الاستنتاج الرئيس أن أزمة الثقة بين الفرقاء السياسيين هي التي تكبل الحلول وتؤجل الاتفاقات , أزمة الثقة هذه تجعل حركة النهضة لا تثق في ما تطرحه جبهة الانقاذ من مقترحات خشية انخرام الوضع الحالي وانقلابها ضدها وهي تتشدد في مواقفها بحكم احساسها أن منظمات الرباعي أقرب في طرحها إلى طرح جبهة الانقاذ منه إلى طرح محايد… ومن جهتها فإن أغلب مكونات جبهة الانقاذ وخاصة الجبهة الشعبية لا تثق البتة في تعهدات حركة النهضة بانية موقفها على سلسلة من التراجعات رصدتها منذ 23 أكتوبر وتعتبر أن تواجد ضمانات قوية هو السبيل الوحيد للمرور إلى الحلول. وبالرغم من تواضع الاستجابة لمسيرات الاتحاد العام التونسي للشغل وعدم موافقة اتحاد الصناعة والتجارة على إعلان العصيان المدني صراحة لما في ذلك من أخطار اقتصادية واجتماعية قد تجعل الوضع يتفاقم ، بالرغم من كل هذا فإن حركة النهضة لا تريد بأي حال من الأحوال أن تستفرد بكونها الفريق الذي أفشل المبادرات جميعا ولهذا رأيناها تسجل الموقف تلو الموقف للاقتراب أكثر ما يمكن من اقتراحات الر باعي حتى لم يبق إلا تحديد موعد استقالة الحكومة . وبالنسبة لجبهة الانقاذ فإنها أيضا تدرك أن لا قدرة تعبوية لها بعد الآن على مواصلة التصدي للترويكا بالشكل المفيد سياسيا وبالتاي فإنها لا تغلق أي باب للحوار يمكن أن يفتح .. وما دام للحرب وقت وللصلح وقت وللوقت وقت كما قال درويش فإن الفرقاء الآن يفكرون جميعا بالمثل الشعبي التونسي الذي يقول: "وقفت الزنقة بالهارب" … مما قد يفتح الباب للانفراج المنتظر أوائل شهر أكتوبر …
|
علي الشتوي |