سبقت المعلومات التى فجرها الطيب العقيلى عضو مبادرة كشف الحقيقة عن اغتيال الشهيد شكرى بلعيد بساعات موعد انطلاق الحوار الوطني الذى طال انتظاره لترسم هذه المعلومات واقعا جديدا في المشهد السياسي قد يعصف بالحوار وربما يجهض كل المساعى لانعقاده وللم شمل الفرقاء السياسيين سيما الترويكا والمعارض…
هل يمكن الحديث عن حوار وطني ناجح بعد المعلومات التي فجرها الطيب العقيلي؟
|
سبقت المعلومات التى فجرها الطيب العقيلى عضو مبادرة كشف الحقيقة عن اغتيال الشهيد شكرى بلعيد بساعات موعد انطلاق الحوار الوطني الذى طال انتظاره لترسم هذه المعلومات واقعا جديدا في المشهد السياسي قد يعصف بالحوار وربما يجهض كل المساعى لانعقاده وللم شمل الفرقاء السياسيين سيما الترويكا والمعارض.
واقع جديد يتمثل في اتهام مباشر لقيادات في حركة النهضة بارتباطها بالقيادي الاسلامي الليبي عبد الحكيم بلحاج الذى اتهمته ايرفا بالضلوع في اغتيال بلعيد مستندة الى وثيقة مسربة من وزارة الداخلية تثبت ان بلحاج يرتبط باحدى التنظيمات الارهابية وانه دخل الى تونس سرا لتنفيذ اعمال ارهابية بالتعاون مع ليبيبن وتونسيين.
وقد تزيد هذه المعلومات الخطيرة من اتساع الجفاء بين الاطراف السياسية وتجعل من ايجاد حل للازمة السياسية التى اثرت سلبا على النمو الاقتصادي للبلاد صعبا ان لم يكن مستحيلا بالاضافة الى الاجواء المشحونة اصلا بين انصار حركة النهضة والاتحاد العام التونسي للشغل الطرف الرئيسي في الرباعى الراعي للحوار.
ومن المرجح ان تشهد البلاد تطورات سياسية بعد الندوة الصحفية التى عقدتها ايرفا قد تلقى بضلالها على المشهد العام في البلاد وستجد الاطراف الراعية للحوار صعوبات اضافية تعطل جهودها من اجل تحقيق التوافق حول سيناريو واحد لانهاء الفترة الانتقالية باخف الاضرار.
كما لا يمكن ان تتجاهل هذه الاطراف اهمية وخطورة المعلومات التى قدمها الطيب العقيلى خاصة تلك المتعلقة باتهام حركة النهضة بضلوعها في عملية اغتيال المعارض اليساري شكرى بلعيد الذى عرف بتصريحاته النارية ضد حركة النهضة وخاصة الشق المتشدد منها.
وقد تجد هذه الاطراف ايضا صعوبات في جمع الحركة الاسلامية اي النهضة مع اليسار وخاصة الجبهة الشعبية التى ساهم في تاسيسيها الشهيد بعد سيل الاتهامات وانعدم الثقة بين الجهتين فكيف يمكنها ان تقوم بتنظيم حوار تنعدم فيه كل شرطي الثقة والوضوح.
لن تكون بقية المرحلة الانتقالية سهلة على التونسيين في ظل الانقسام السياسي الذى طال الشارع ايضا ومثل عدم الكشف عن ملابسات جريمتي اغتيال كل من شكرى بلعيد والبراهمى في تاجيج الوضع وخلق مناخ من عدم الثقة وثقافة البقاء للاقوى على حساب قضايا اساسية اهمها تحقيق الديمقراطية والعدالة المنشودتين .
والامل الوحيد ربما اليوم في تونس هو جمع الفرقاء السياسيين اصدقاء الامس عندما كان نظام بن على يتحكم في مفاصل الدولة علىى طاولة المفاوضات وعلى الاطراف الراعية ان لا تتراجع عن مساعيها وان لا تنسى ايضا المطالبة بكشف الحقيقة عن المتورطين الحقيقيين في اغتيال الشهيدين.
|
سيرين اللواتى
|