شتان بين منتصف شهر رمضان بعيد اغتيال عضو المجلس الوطني التأسيسي ومؤسس التيار الشعبي محمد البراهمي يوم 25 جويلية 2013 وما نتج عنه من فرقة وخاصة انقسام تاريخي بين التونسيين بين مناهض للشرعية ومساند لها واليوم وخلال هذه الأيام وما تشهده البلاد من توحَد وتضامن بين كافة التونسيين…
شكرا على الإرهاب الذي وحَد التونسيين |
شتان بين منتصف شهر رمضان بعيد اغتيال عضو المجلس الوطني التأسيسي ومؤسس التيار الشعبي محمد البراهمي يوم 25 جويلية 2013 وما نتج عنه من فرقة وخاصة انقسام تاريخي بين التونسيين بين مناهض للشرعية ومساند لها واليوم وخلال هذه الأيام وما تشهده البلاد من توحَد وتضامن بين كافة التونسيين.
هذا التوحَد واللحمة الذين جمعا بين كل الفرقاء السياسيين وكل مكونات المجتمع التونسي من الشمال إلى الجنوب وكل العائلات ضدَ عدو واحد وهو الإرهاب الذي يضرب البلاد منذ اندلاع الثورة زادت حدته في شهر رمضان عند مقتل 8 جنود تونسيين وارتفعت وتيرته لتطال في ظرف أسبوع حوالي 10 من أعوان الحرس الوطني ليقف التونسيون صفا واحدا وراء كلمة واحد وهي لا للإرهاب، لا لإراقة دماء التونسيين من طرف أشخاص فقدوا انسانيتهم وتخلصوا من انتمائهم لوطنهم معتقدين أن ما يقومون به هو جهاد في سبيل الله.
تعيش تونس في هذه الأيام ظروفا صعبة و أوقاتا عصيبة أثرت على نفسية كل الشعب التونسي الذي نغَص عليه الإرهاب حياته وهو الشعب المسالم المحب للحياة والميال بطبعه إلى الطمأنينة، فمنذ حوالي اربعة أشهر تواترت الأحداث وتسارعت بشكل ملفت للانتباه من خلال تعدد الاعتداءات على قوات الأمن والجيش والحرس والوطنيين في عمليات نوعية ذهب ضحيتها أبناء الوطن البواسل التي طالتهم يد الغدر وهم يؤدون واجبهم المقدس ألا وهو الذود عن البلاد والعباد.
لقد وجد الارهابيون متسعا كبيرا من الوقت وهامشا واسعا للتحرك وتنفيذ عملياتهم القذرة في وقت تتخبط فيه البلاد في أزمة سياسية خانقة طالت أكثر من اللزوم جراء استهتار الساسة ورفضهم التنازل من أجل حلحة الوضع والانصراف إلى إنهاء المرحلة الثانية من الانتقال الديمقراطي بسلام وبأخف الأضرار.
غير أن العكس هو الذي حصل باعتبار أن الجزء الفصل الثاني من الانتقال الديمقراطي اتسم بأحداث دامية تنامت فيها وتيرة العمليات الإرهابية واشتدت الأزمة الاقتصادية بشكل بارز.
الأمر الثابت والمتأكد أن الرسالة التي وجهها الارهابيون إلى الشعب التونسي عبر عملياتهم الجبانة والغادرة فكَ التونسيون شفرتها وأرسلوا ببدورهم رسالة مضمونة الوصول مفادها أن التونسيون بنسائهم ورجالهم وجيشهم وأمنييهم يقفون صفا واحد وسُدَا منيعا أمام غول الارهاب، بل يشكرون الارهابيين على تسبَبهم في توحيد الشعب واصطفافهم صفا واحدا ضد كل من يحاول زعزعة البلاد وإرباكها.
وفي المسيرات التي نظمتها الأحزاب ومكونات المجتمع المدني والتي خرج فيها المواطنون بكل عفوية وتلقائية من أجل رفض الارهاب والتنديد به والتعبير عن استعدادهم اللامشروط للمساهمة في القضاء على هذا الغول الوافد والتضحية بأرواحهم إن لزم الأمر للقضاء على دابر المجموعات المختبئة في المغاور وفي الجبال وفي بعض المنازل كالجرذان تترصد الفرص للخروج من مخابئها لتنفيذ ضربتها وتعاود الاختباء وهي أقذر العمليات.
لقد حان الوقت واصبحت الفرصة مناسبة أكثر من أي وقت مضى من أجل توحَد التونسيين حول مصير واحد ألا وهو مراعاة مصلحة البلاد وتأمين مستقبل أفضل للأجيال المقبلة وانه الوقت حان للإسراع بختم مرحلة الانتقال الديمقراطي في أفضل الظروف بعيدا عن مصلحة سياسية أو حزبية ضيقة التي سيحين موعدها في الانتخابات القادمة.
|
رياض بودربالة |