تشهد تونس منذ أسبوعين سلسلة من الهجمات الارهابية المتتالية انطلقت مع العملية الارهابية التي شهدتها منطقة دور اسماعيل من معتمدية قبلاط التابعة لولاية باجة ثاني أيام عيد الاضحى وتحديدا يوم 17 اكتوبر 2013 والتي أسفرت عن استشهاد رئيس مركز حرس وعون امن وإصابة عون ثالث وقتل 9 ارهابيين من بينهم الارهابي المصنف بالخطير لطفي الزين المورط في عمليتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي….
بركان الإرهاب: 4 عمليات ارهابية في أقل من شهر …استهداف للأمنيين ثم للمدنين |
تشهد تونس منذ أسبوعين سلسلة من الهجمات الارهابية المتتالية انطلقت مع العملية الارهابية التي شهدتها منطقة دور اسماعيل من معتمدية قبلاط التابعة لولاية باجة ثاني أيام عيد الاضحى وتحديدا يوم 17 اكتوبر 2013 والتي أسفرت عن استشهاد رئيس مركز حرس وعون امن وإصابة عون ثالث وقتل 9 ارهابيين من بينهم الارهابي المصنف بالخطير لطفي الزين المورط في عمليتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي. وقد تم الكشف خلال هذه العملية عن منزل يتحصن في الارهابيون يحتوي على مخبر لصناعة المتفجرات وخندق لتخزين الاسلحة والذخيرة والرمانات اليدوية كما اعترفت عناصر المجموعة الارهابية التي تم القاء القبض عليها خلال عمليات التمشيط الامنية والعسكرية بجبل الطويل من معتمدية قبلاط انها كانت تخطط لتفجير وزارة الداخلية وبعض مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل. واثر العملية الارهابية بقبلاط وبينما لم يمتص الشعب التونسي هذه الفاجعة خاصة لاقتراب العمليات الارهابية من العاصمة يهتز الشارع التونسي مرة ثانية وتحديدا يوم 23 اكتوبر الجاري على وقع عملية ارهابية استهدفت قوات الامن خلال عملية مداهمة لمنزل يشتبه في تحصن ارهابيين به بمعتمدية سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد. وقد اسفرت المواجهات بين اعوان الامن والمجموعة الارهابية عن استشهد رئيس فرقة ابحاث و 5 اعوان امن وإصابة اخرين ومقتل ارهابيين فيما القي القبض على 22 عنصرا يشتبه في تورطهم في هذه العملية و تحصن بقية المجموعة بالفرار ليتواصل البحث عنهم في جبال سيدي علي بن عون وبئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد. هذا وأفضت عمليات التفتيش والتمشيط الى الكشف عن مخبر لصناعة المتفجرات داخل منزل الارهابيين وسيارة مدججة بالأسلحة مما اضطر اعوان الامن لتفجيرالمنزل والسيارة ضمان لسلامة متساكني تلك المنطقة حتى لا تبقى بعض المتفجرات عالقة بالمكان. وفي مساء نفس اليوم ايضا اي يوم 23 اكتوبر الجاري يتعرض عوني امن بمنطقة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت بينما كان يقفان في نفترق الطريق الى هجوم ارهابي غادر من طرف ملثمين على متن سيارة طلقوا عليهم النار ولاذوا بالفرار حيث اسفرت هذا الهجوم الارهابي عن وفاة احد الاعوان وإصابة اخر. وبعد 6 ايام فقط تتسارع الاحداث ليتحول هدف الارهابيين من محاولة اضعاف المؤسسة الامنية والعسكرية وترهيبها من خلال استهداف اعوانها الى استهداف المدنيين وترويعهم ولتطور الهجمات الارهابية من رمي بالرصاص الى تفجيرات في اماكن عمومية بل وسياحية حيث استفاق التونسيون امس الاربعاء 30 اكتوبر الجاري على وقع نبأ نزل عليهم نزول الصاعقة وهو اقدام عنصر ارهابي على تفجير نفسه على شاطئ الكرنيش بسوسة بعد ان فشل في تفجير نفسه داخل احد النزل, تفجير انتحاري لم يأتي منعزلا بل رافقته معه محاولة عنصر ارهابي اخر في نفس التوقيت تفجير ضريح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بالمنستير. حادثتان تزامنتا في التوقيت وأثارت الرعب والخوف والهلع في صفوف التونسيين وأيضا السياح الاجانب. 4 هجمات ارهابية في اقل من شهر سبقتها تقارير استخباراتية حذرت من تحرك وشيك لخلايا ارهابية نائمة في تونس تزامنا مع الاحتفالات بعيد الاضحى المبارك, بالإضافة إلى التحذيرات الأمنية التي تحدثت قبل أسابيع عن تزايد نفوذ الجماعات السلفية المسلحة في ليبيا وتونس ودعمها للفصائل الإرهابية وعلى رأسها القاعدة في بلاد المغرب في شمال مالي والجماعات السلفية المتشددة في تونس. ورغم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها كل من المؤسسة العسكرية والأمنية في تونس للحد من انتشار الاسلحة ومن انتشار هذه المجموعات الارهابية التي تدرجت من استهداف الامنيين الى استهداف المدنيين يبقى بركان الارهاب في تونس مشتعلا ليحصد المزيد من الضحايا.
|
هاجر الكريمي |