سبب التدهور الأمني في ليبيا والفوضى السياسية بتعطيل القطاع النفطي مجدداً وتهديد مستقبله، ليهوي إنتاج البلاد من 1.4 مليون برميل يومياً إلى 200 ألف فقط، وهو ما يتوقع أن يكبد الاقتصاد الليبي خسائر كبيرة في حال استمرت الأوضاع الأمنية والسياسية على حالها.
..
سبب التدهور الأمني في ليبيا والفوضى السياسية بتعطيل القطاع النفطي مجدداً وتهديد مستقبله، ليهوي إنتاج البلاد من 1.4 مليون برميل يومياً إلى 200 ألف فقط، وهو ما يتوقع أن يكبد الاقتصاد الليبي خسائر كبيرة في حال استمرت الأوضاع الأمنية والسياسية على حالها.
وقالت جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية إن حقل "الشرارة" النفطي الذي كان ينتج 350 ألف برميل نفط يومياً أصبح متوقفاً عن العمل تماماً منذ أواخر شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، وذلك بسبب الخلافات السياسية التي أدت إلى تدهور الأوضاع الأمنية في العديد من مناطق البلاد.
وقال مدير الحقل النفطي، حسن سعيد، للصحيفة البريطانية "إنهم يجعلوننا نخسر الأموال"، مشيراً إلى أن هذا الإغلاق الأخير ليس الأول من نوعه، حيث كانت "المنشأة النفطية قد أغلقت ستة مرات منذ اندلاع الثورة التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي"، كما قال سعيد.
ويضيف المسؤول النفطي: "إننا نخسر زبائننا، وإن الذين يشترون النفط من ليبيا أصبحوا يواجهون مشاكل بسبب العرقلة المتكررة للإمدادات".
وتنتج ليبيا نحو 1.4 مليون برميل نفط يومياً في الأحوال الطبيعية، إلا أن البترول الليبي يتميز بنوعيته عالية الجودة، حيث يطلق عليه "النفط العربي الخفيف"، ويعتمد الكثير من المستهلكين في أوروبا على هذا النفط الذي يتم منه استخراج وقود الطائرات.
وبسبب حالة الفوضى السياسية والأمنية يواجه القطاع النفطي في ليبيا مشاكل متراكمة، كما أن الإمدادات تتوقف بين الحين والآخر بسبب العنف الذي تمارسه الميليشيات المسلحة والتي تمثل التهديد الأكبر لشركات النفط الأجنبية العاملة في البلاد.
وقال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إن 60% من المنشآت النفطية في البلاد توقفت عن العمل، فيما قال وزير الخارجية محمد عبد العزيز إن إغلاق هذا العدد الكبير من المنشآت النفطية يكلف البلاد خسائر تتجاوز 130 مليون دولار يومياً.
وتقول "فايننشال تايمز" إن مسؤولي النفط في ليبيا يجدون أنفسهم دون حماية ولا قوة وسط حالة الفوضى السياسية، وفي وسط ميليشيات متناحرة تتنافس من أجل السيطرة على حقول النفط والغاز في البلاد.
وتحث الحكومة الليبية العديد من الشركات الأجنبية على العودة للعمل في البلاد، الا أن هذه الشركات لا تبدي أية حماسة للعودة الى ليبيا في ظل الأوضاع الراهنة المتوترة.
وقال المدير التنفيذي لشركة نفط غربية "إن الوقت الحالي ليس مناسباً من أجل الدخول مجدداً للعمل في ليبيا.. انتظرنا نحو ثلاث سنوات منذ الثورة حتى الآن، لكن يبدو أننا نحتاج لثلاث أو أربع سنوات أخرى مقبلة".
يشار إلى أن ليبيا كانت في بداية العام 2014 تنتج نحو 1.4 مليون برميل نفط يومياً، إلا أن هذا الإنتاج هبط إلى نحو 200 ألف برميل في الوقت الراهن، وذلك بعد أن أغلقت غالبية المنشآت النفطية وتوقفت عن العمل بشكل شبه كامل.