كتب عماد الدايمي اليوم الخميس 21 نوفمبر 2013 على صفحته الرسمية على الفيسبوك رسالة الى القضاة التونسيين أكد فيها على حق القضاة في المطالبة باستقلالية القضاء على الحكومة.
ودعا الدايمي في رسالته القضاة الى توجيه بوصلتهم في اتجاه العدل وإصلاح القطاع من خلال تأسيس عدالة جديدة تضمن حياد القضاء وتحديثه وانسجامه مع روح الثورة…
كتب عماد الدايمي اليوم الخميس 21 نوفمبر 2013 على صفحته الرسمية على الفيسبوك رسالة الى القضاة التونسيين أكد فيها على حق القضاة في المطالبة باستقلالية القضاء على الحكومة.
ودعا الدايمي في رسالته القضاة الى توجيه بوصلتهم في اتجاه العدل وإصلاح القطاع من خلال تأسيس عدالة جديدة تضمن حياد القضاء وتحديثه وانسجامه مع روح الثورة.
وفي ما يلي نص الرسالة:
"أن يُضرب "قيّم" أو "معلّم" أو "سائق قطار" فتلك مسألة فيها أنظار.. حتى وان كان الداعي للإضراب هو راع للحوار …
أما أن يُضرب "قاض" وفي لغة أهل البلد "حاكم" .. وتٌغلق في وجوه المتقاضين المحاكم .. فتلك مسألة محيّرة لأهل العزائم ..
خاصة اذا كانت الدعوى أن وزير العدل قام بتعيينات "وفقا لقوانين بن علي" التي عفا عنها الزمان .. وكأنّ السادة القضاة يحكمون اليوم بقوانين الثورة ويطبّقون علينا "عهد الأمان" .. وكأنهم لم يحكموا طيلة عقدين ونيف، وما وزالوا يحكمون، بقوانين "بن علي" و"التجمع" بعد أن حكموا قبلها عقودا بقوانين "بورقيبة" و"الدستور" .. دون أن يجرؤ أغلبهم يوما ليس على الإضراب فذلك من باب المحرّم وإنما فقط على تنفيذ الأوامر والتبرّم ..
يا سادتي القضاة، استقلالية القضاء عن الحكومة حقّكم الذي نادى به الثوّار يوم هبّوا لإسقاط حكم العار .. أمّا استقلاليتكم عن لوبيات المال ومجموعات المصلحة وأحزاب "اليمين" و"اليسار" فذلك واجبكم الذي يطالبكم به اليوم الأحرار ..
سادتي الرؤساء، حتى تستعيدوا ثقة المرؤوسين، أو بالأحرى تبنوها، وحتّى لا يُؤخذ صُلاحكم وهم كثير بجريرة فُسّادكم، يجب أن تلفظوا من بينكم من مرّغ شرفكم وشوّه سمعتكم وأساء لقطاعكم، وساوم ورشا، وباع وشرى، وهادن وداهن، وأكل مال الحرام، وحكم بالأوامر وتلاعب بالمصائر ..
يا أصحاب المطارق، آن الأوان أن تقوموا بثورتكم وأن تعدّلوا ساعاتكم التي توقف الكثير منها في السادس عشر من ديسمبر .. أصلحوا بوصلتكم ووجّهوها في اتجاه العدل والإصلاح .. ليست البطولة اليوم أن تنازلوا حكومة ضعيفة آيلة للتغيير في ظرف وجيز .. وإنما البطولة، التي سيعترف لكم بها الثوار، ويشفع لكم بفضلها الشهداء لدى العادل الرحيم الجبّار، وتذكركم بها الأجيال المقبلة، أن تطهّروا قطاعكم من الفاسدين المرتزقة، وأن تؤسسوا لعدالة جديدة تضمن حياد القضاء وتحديثه وانسجامه مع روح الثورة .. وفي ذلك تأسيس للعمران … رُفعت الجلسة."