تونس: مهدي جمعة، مكره أخاك لا بطل؟

لم يكن اسم وزير الصناعة مهدي جمعة متداولا في كواليس الحوار الوطني حتى يوم السبت الماضي ولم يكن الوزير المهندس الذي جيء به من مكتبه الرفيع في احد فروع الشركة الفرنسية طوطال على أساس حياديته ومهنيته كثير الظهور الإعلامي عدا ما يهم مباشرة وزارة الصناعة وبالأخص ما تعلق بملف الطاقة…وقد اشتغل …



لم يكن اسم وزير الصناعة مهدي جمعة متداولا في كواليس الحوار الوطني حتى يوم
السبت الماضي ولم يكن الوزير المهندس الذي جيء به من مكتبه الرفيع في احد فروع
الشركة الفرنسية طوطال على أساس حياديته ومهنيته كثير الظهور الإعلامي عدا ما يهم
مباشرة وزارة الصناعة وبالأخص ما تعلق بملف الطاقة…وقد اشتغل مهدي جمعة بجدية على
هذا الملف الذي يعرف تفاصيله أكثر من غيره لاقتناعه الراسخ بأن أحد مفاتيح الحل
الاقتصادي وأبرزها هو الملف الطاقي الذي بدونه لا يمكن النجاح في إعادة الحياة إلى
الدورة الاقتصادية المتوقفة في البلاد…

مهدي جمعة ، الذي تفيد بعض التسريبات أن رئيسة منظمة الأعراف السيدة وداد
بوشماوي هي التي اقترحت اسمه لم ينجح في الحصول على التوافق الشامل الذي يحلم
به أي رئيس حكومة لمثل هذه المهمة في هذا الظرف ، و لكن هذا لم يمنعه بالرغم عن
يقينه بالصعوبات التي ستعترضه من القبول بالمنصب …

وانقسمت الساحة السياسية بين أحزاب جبهة الانقاذ التي لم تصوت وتنتقد الاختيار
وبين الترويكا وخاصة النهضة والتكتل التي وافقت مع بعض الأحزاب الصغرى وبين قسم
آخر اتجه إلى القبول بحثا عن أخف الأضرار أمام مخاطر إعلان فشل الحوار الوطني…

كان يجب على الرباعي الوصول إلى حل حتى وإن كان منقوصا. وكان يجب على حركة
النهضة الوصول إلى حل لتفادي حمل وزر الفشل من جهة وللإسراع في مغادرة السفينة
التي بدأت تغرق والتي تنذر بالكارثة الحقيقية إن تواصلت. وكان يجب على
المعارضين المختلفين وخاصة نداء تونس والجبهة الشعبية والجمهوري إيجاد مخرج
يحفظ ما تبقى من ماء الوجه ويفتح الباب على إمكانيات أخرى بدأت تتضاءل بتواصل
الأزمة وعدم امكانية التعبئة الشعبية التي جربتها جبهة الانقاذ في ذكرى 23
أكتوبر الماضي دون نتائج تذكر…أما الرباعي الراعي للحوار فإن التعب والإرهاق
قد نالا منه ما نالا إلى درجة الاتجاه نحو حلول اللحظة الأخيرة مثل اقتراح
الشيخ مصطفى الفيلالي لرئاسة الحكومة وهو الذي تجاوز التسعين .

لم يخرج من الأسماء المقترحة أي جديد وبدأت حتى اختيارات جبهة الانقاذ تتآكل
بالخلاف الحاصل مع الحزب الجمهوري الذي تشبث مع النهضة بترشيح أحمد المستيري
الذي بدوره يعاب عليه تجاوزه للثمانين…المرشح الذي كان يمكن أن يوحد أحزاب
المعارضة ، وهو محمد الناصر اصطدم برفض النهضة …

من هذا المطب الذي كاد يؤدي إلى إعلان فشل الحوار برز اقتراح مهدي جمعة وهو ما
رفضته مكونات المعارضة بدء بنداء تونس الذي انسحب من الجلسة مشيرا غلى أن جمعة
ليس اختيارا توافقيا ومذكرا أن التصويت بالأغلبية كان قد زكى محمد الناصر ضد
أحمد المستيري ولم تأخذ النهضة به…

والآن ما الحل وما هو الوضع؟ كثير من التونسيون لا يرون ما يعيب في المهدي جمعة
بالرغم عن حملة الشائعات والأخبار المزيفة التي انبرت بعض صفحات الفايسبوك في
ترويجها جاعلة الرجل وحياته الشخصية عرضة للاتهامات الغريبة من نوع أنه عين
نهضاويين في مناصب حساسة بينما هو كان قد أقال ر م ع الشركة التونسية للكهرباء
والغاز النهضاوي رغم مساندة رئاسة الحكومة له ومن نوع أنه المسؤول عن ملف غاز
الشيست بينما هو الذي أوقف الاتفاقية مع شركة شال في هذا الموضوع …

كثير من التونسيين ومن الساسة يرون أن مهدي جمعة قد يكون نصف حل لكنه خير من
عدم وجود أي حل …أما الأحزاب المعارضة فأنها لم تقل بصراحة أنها ترفض جمعة
رفضا مطلقا ولعل الموقف القاضي بانتظار ماذا سيعلن الرجل وما مدى استقلاليته من
خلال تشكيلة الحكومة أقرب للحكمة في هذه اللحظة الحرجة خاصة وأن رئيس الحكومة
ملزم أولا وقبل كل شيء بتفاصيل خارطة الطريق التي سطرها الرباعي…

علي الشتوي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.