دفع الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم والأسماك والخضر والبيض والغلال ومشتقات الحليب المجتمع التونسي لإتباع استهلاك غذائي غير متوازن لعدم قدرته على استهلاك هذه المواد الضرورية للصحة البشرية اذ اضطر الموطن التونسي بسبب غلاء الأسعار مقابل تجميد راتبه الشهري إلى مقاطعة …
دفع الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم والأسماك والخضر والبيض والغلال ومشتقات الحليب المجتمع التونسي لإتباع استهلاك غذائي غير متوازن لعدم قدرته على استهلاك هذه المواد الضرورية للصحة البشرية اذ اضطر الموطن التونسي بسبب غلاء الأسعار مقابل تجميد راتبه الشهري إلى مقاطعة بعض المنتوجات الهامة والاكتفاء بأكلات بسيطة قد تغيب عنها المنافع الصحية الضرورية للجسم البشري.
وأكدت احصائيات نشرتها المنظمة العالمية للصحة أن حوالي 1مليون و 287 ألف تونسي في تونس يعانون من سوء التغذية وأن مليون و 900 آخرون يعجزون عن تحصيل قوتهم اليومي وأفاد التقرير أن 45 % من موظفي الدولة فقراء.
وترجح المنظمة أن هذا التراجع في القدرة الشرائية وتطور نسبة الفقر التي وصلت بدورها إلى 29 % سببها الصعوبات الإقتصادية التي تواجهها تونس والتي من المرجح أن تتعمق أكثر.
وتشير أرقام المنظمة العالمية للصحة الى ان 5 بالمائة من المتساكنين يعانون من سوء التغذية وهي نسبة تضاعفت في ظرف 10 سنوات بعد ان كانت 2،5 بالمائة سنة .
وكشفت مؤشرات كشفها المعهد الوطني للاحصاء في سبتمبر 2013 ان أسعار الزيوت الغذائية ارتفعت بنسبة 21.8% وأن أسعار اللحوم ارتفعت بنسبة 12% و أسعار الخضر بنسبة 11.5% وأسعار الغلال و الفواكه الجافة بنسبة 11% و أسعار التوابل بنسبة 7.3% .
وحسب الأستاذ الطاهر الغربي المختص في التغذية فان الانسان يحتاج يوميا الى سبعة عناصر غذائية أساسية ليضمن لنفسه الغذاء المتوازن والصحة الجيدة الخالية من الأمراض وعلى التونسي أن يكون واعيا بضرورة اتباع نظام غذائي متوازن ومتكامل ليضمن لنفسه الابتعاد عن الاصابة بمرض سوء التغذية الظاهر أو الخفي.
و في هذا السياق قال الخبير في المخاطر المالية مراد حطاب للمصدر أن المقدرة الشرائية لدى الشعب التونسي متدهورة نسبة 10.6بالمائة مبينا العائلات التونسية أصبحت تقترض لتأمن قوتها اليومي و ان حوالي 900 ألف عائلة تونسية متحصلة على قروض من البنوك و أن ديون العائلات التونسية لدى البنوك قد بلغت حوالي15 ألف مليار.
وأفاد الخبير أنه وحسب المنظمة العالمية للصحة ومنظمة الأغذية والزراعة هناك حوالي570 ألف تونسي يعانون الجوع لان 29 بالمائة من المجتمع التونسي يعانون الفقر حسب ما اعلنه البنك العالمي .
وفي نفس السياق يقول الخبير الاقتصادي معز الجودي للمصدر أن نسبة التضخم المالي في تونس ارتفعت بعد الثورة الى حدود 6بالمائة فتسببت في ارتفاع أسعار المواد الاساسية مقابل تجميد رواتب الموظفين وهو ما حرم المواطن التونسي من استهلاك اللحوم والأسماك حد قوله.
ومن جانبه يقول محمد زروق رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك أن المجتمع التونسي أصبح مهددا بتعرضه لآفة سوء التغذية في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار خاصة و أنه اصبح غير قادر على استهلاك اللحوم الحمراء والأسماك ويقتصر استهلاكهم على لحوم الدواجن.
وقال زروق ان 50 بالمائة من المجتمع التونسي هم من الطبقة الضعيفة التي تعيش تحت عتبة الفقر قائلا أن آفة سوء التغذية ستثقل كاهل ميزانية وزارة الصحة بسب الامراض التي ستنتج عنها
كما أفاد زورق أن الشرائح التي لا تتجاوز راتبها الشهري 500 دينار هي أكثر طبقة مهددة بالتعرض لازمة سوء التغذية .