بات ملف عودة السلفيين التونسيين الذين يقاتلون في دولة سوريا حرجا كبيرا للحكومة التونسية ومصدر خوف كبير في نفوس المواطنين التونسيين خاصة وان تحذيرات الدول الأجنبية ودراسات الخبراء في المجال الأمني والعسكري من عودة التونسيين السلفيين قد تزايدت خلال هذه الفترة التي بدت فيها ملامح انتهاء الحرب الاهلية في سوريا وشيكة بدليل التقاتل الداخلي بين صفوف المعارضة السورية المسلحة…
بات ملف عودة السلفيين التونسيين الذين يقاتلون في دولة سوريا حرجا كبيرا للحكومة التونسية ومصدر خوف كبير في نفوس المواطنين التونسيين خاصة وان تحذيرات الدول الأجنبية ودراسات الخبراء في المجال الأمني والعسكري من عودة التونسيين السلفيين قد تزايدت خلال هذه الفترة التي بدت فيها ملامح انتهاء الحرب الاهلية في سوريا وشيكة بدليل التقاتل الداخلي بين صفوف المعارضة السورية المسلحة.
وتتفاقم مخاوف الحكومة التونسية من تفاقم آفة الإرهاب خاصة مع عدم امتكلا احصائيات رسمية عن عدد المقاتلين التونسيين في سوريا حث أكد مساء أمس الاثنين وزير الداخلية لطفي بن جدّو أن عدد التونسيين العائدين من سوريا قاربَ الـ 400 شخصا قائلا أن الوزارة لا تملك إحصائيات رسمية عن عدد السوريين العائدين من القتال في سوريا.
وتحدث بن جدو فى اطار اجتماعه برؤساء الكتل بالمجلس الوطني التأسيسي عن نقص في المعلومات بشأنهم تسبب في عدم حصر عددهم متوعدا بتحرير محضر ضد كل العائدين وإحالتهم على العدالة.
وقال بن جدو وبالنسبة للأشخاص الذين لا يتم تقديمهم للعدالة نظرا لغياب النص القانوني يبقون محل متابعة وتتم مراقبتهم عن كثب وفق تصريحه.
ويذكر أن رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي قد عبّر في تصريحات إعلامية عن تخوفاته من عودة المقاتلين التونسيين من سوريا باعتبار أن جزءاً منهم ستضطر الدولة الى محاربتهم لأنهم سيحاربونها على حد قوله.
وينبه خبراء في المجال العسكري وفي تاريخ الحركات الإسلامية من اقتراب عودة المئات التونسيين خلال هذه الفترة حيث يقول ناجي جلول الباحث في تاريخ الحركات الإسلامية في تصريح لجريدة الشروق ان هناك حوالي ثلاثة آلاف حامل سلاح تونسي في سوريا هؤلاء عودتهم وشيكة لان الحرب الأهلية في سوريا شارفت على نهايتها.
وفي السياق نفسه رجحت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية و العسكرية بدرة قعلول إمكانية وقوع عمليات إرهابية كبرى وخطيرة في الأيام القليلة القادمة أكثر خطورة من العمليات التي حصلت خاصّة وأن قيادات تنظيم أنصار الشريعة المتدرّبة على استعمال الأسلحة المتطورة هي التي نزلت الى الميدان و دخلت طور تنفيذ المخطط الإرهابي بعد أن قامت بعمليات تدريبية في ولاية سوسة والمنستير باستعمال شبّان وفق قولها.
كما يحذر الدكتور و الخبير في الدراسات الاستراتيجية مازن الشريف من خطر المجموعات السلفية التي خرجت للجهاد نحو سوريا وعادت محملة بأفكار وهو ما يستدعي متابعتها وإعادة رسكلتها حتى لا تتحول الى قنابل موقوتة.
أما في خصوص مواقف بعض الأطراف الدولية فيذكر أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله قد قال إنّ أغلب البلدان التي مولت وسهّلت وشجعت وأوصلت المقاتلين الأجانب إلى سوريا بدأت اليوم تعبّر عن خوفها ورعبها من المخاطر الأمنية التي يشكلها هؤلاء المقاتلين إذا انتهت الحرب وعادوا.
وقال إنّ عددا من الدول أصدرت قوانين تحظر على أبنائها السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال مثل تونس فالذين عادوا إلى تونس أذاقوا الشعب التونسي والمجتمع بعضا مما يذوقه الآن السوريّون من علميات قتل وإرهاب.
وأضاف أمين عام حزب الله أنّ عديد البلدان باتت متأكّدة أنّ عودة المقاتلين سيشكّل كارثة رغم أنّهم كانوا يشجعونهم في البداية وأصدروا الفتاوي لإباحة ذهابهم إلى سوريا.
وتقف الدولة التونسية في هذا الملف أمام حتمية التسريع في صياغة استراتيجية واضحة وكفيلة بتحديد برنامجا أمنيا واجتماعيا قادر على حسن التعامل مع هؤلاء السلفيين الذين تشبّعت نفوسهم في ساحات القتال بالدعوات الى التمرد على الدولة.