أكّد مجلس إدارة البنك المركزي أنّ النشاط الاقتصادي استعاد تدريجيا شيئا من نقاهته ولكن بنسق دون المأمول خلال الشهرين الأولين من السنة الحالية وهو ما أدى إلى مراجعة نسبة النمو الاقتصادي المنتظرة لسنة 2014 نحو التخفيض فيها من 3,5٪ إلى 2,8٪، تبعا لمراجعة النمو المنتظر في القيمة المضافة خاصة لكل من قطاع الصناعات المعملية والخدمات المسوقة…
أكّد مجلس إدارة البنك المركزي أنّ النشاط الاقتصادي استعاد تدريجيا شيئا من نقاهته ولكن بنسق دون المأمول خلال الشهرين الأولين من السنة الحالية وهو ما أدى إلى مراجعة نسبة النمو الاقتصادي المنتظرة لسنة 2014 نحو التخفيض فيها من 3,5٪ إلى 2,8٪، تبعا لمراجعة النمو المنتظر في القيمة المضافة خاصة لكل من قطاع الصناعات المعملية والخدمات المسوقة.
وبين المجلس في بيان صادر له اليوم الخميس 27 مارس 2014 حول آخر تطورات الوضع الاقتصادي والمؤشرات النقدية والمالية انه يعتقد أن الوضع الاقتصادي الذي تعكسه هذه الأرقام يبقى دون المستوى الذي يمكّن من الاستجابة لتطلعات البلاد في مجال التنمية وخلق مواطن الشغل والتحكم في التوازنات المالية الكبرى مؤكدا على ضرورة الوعي بأهمية مضاعفة الجهد والعمل المشترك من أجل إرساء توجه جديد كفيل بتحرير المبادرة وتطوير الطاقات الانتاجية الكامنة للاقتصاد الوطني.
كما اكد البنك المركزي في تحليله لآخر التطورات في معاملات سوق الصرف انه قد سجل تواصل النسق التصاعدي في قيمة الدينار منذ بداية العام الجاري مقابل أهم العملات الأجنبية حيث بلغ سعر صرف الدينار يوم 25 مارس الحالي مستوى 1,5808 دينار للدولار الأمريكي أي بزيادة 4,2٪ ومستوى 2,1837 دينار مقابل الأورو (+3,8٪).
وأشار المجلس خلال تحليله لمؤشرات القطاع الخارجي إلى تواصل توسع العجز الجاري خلال الشهرين الأولين من العام الحالي ليبلغ 1,5٪ من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 1,2٪ في نفس الفترة من سنة 2013 نتيجة ارتفاع العجز التجاري بسبب تباطؤ الصادرات مقابل تسارع نسق الواردات، علما وأن تفاقم العجز التجاري يعود بالخصوص إلى قطاعي الطاقة والمواد الغذائية.
كما أكد بيان المجلس أن الموجودات الصافية من العملة الأجنبية تبقى في مستوى مقبول بفضل تعبئة الموارد الخارجية لتبلغ 11.475 م.د أو ما يعادل 103 أيام توريد بتاريخ 25 مارس الجاري مقابل 11.219م.د و 105 أيام في نفس التاريخ من سنة 2013.
وفي خصوص تطوّر التضخم سجّل مؤشّر أسعار الاستهلاك في شهر فيفري 2014 تباطؤا في نسق زيادته ليبلغ 5,5٪ بحساب الانزلاق السنوي مقابل 5,8٪ قبل شهر ويعود هذا المسار وحسب البيان إلى تباطؤ أسعار المواد الغذائية الطازجة وبدرجة بأقل المواد المعملية.
وشهدت نسبة التضخم الأساسي (ما عدا المواد المؤطرة والطازجة) نفس المسار حيث تراجعت من 6,3٪ في جانفي إلى 6,2٪ في فيفري 2014.
وفي شأن التطورات النقدية سجّل مجلس ادارة البنك المركزي زيادة في حاجيات البنوك من السيولة في شهر مارس الحالي أدّت إلى مزيد من تدخّل البنك المركزي في السوق النقدية ليبلغ حوالي 4.703 م.د بالمعدل اليومي بتاريخ 25 مارس الجاري مقابل 4.616 م.د في نهاية الشهر الماضي وهو ما دفع بنسبة الفائدة الوسطية في هذه السوق إلى الارتفاع لتبلغ 4,72٪ خلال نفس الفترة مقابل 4,68٪ في شهر فيفري.
وبخصوص تطوّر النشاط في القطاع المصرفي أشار المجلس إلى ارتفاع نسق قائم الإيداعات خلال الشهرين الأولين من سنة 2014 (2,2٪ مقابل 0,4٪ قبل سنة)، ليشمل أساسا الحسابات لأجل في حين تطورت مساعدات الجهاز الماليّ للاقتصاد خلال نفس الفترة بنسق ضعيف مقارنة بما سجل خلال الشهرين الأولين من سنة 2013 (0,8٪ مقابل 1٪) وهو ما يؤشر على تواصل محدودية مجهود الاستثمار.
وشدد المجلس على أن آفاق الاقتصاد الوطني على المدى القريب تستدعي العمل على التخفيض من حدّة الضغوط المسلطة على التوازنات المالية الداخلية والخارجية داعيا إلى تضافر كل الجهود لاتخاذ الإجراءات العاجلة الكفيلة بتحسين مناخ الأعمال وتوفير الشروط الملائمة لانطلاق نشاط الاستثمار والتسريع في نسق الإصلاحات الهيكلية الضرورية لتركيز دعائم اقتصاد قوي ومتوازن، وقرر الإبقاء على نسبة الفائدة الرئيسية للبنك المركزي دون تغيير.
بسام حمدي